الله والطبيعة والسبب مشروع لنهضة أمة

بظهور المنهجية الجديدة للعلوم الطبيعية بعد اكتشافات غاليليو غاليلي في القرن السابع عشر ترسخ توجه عام في الفكر والثقافة يقضي بأن العلم ومنهج العلم هو السبيل الوحيد إلى الحقيقة . هذه المسألة هي اليوم من أهم المسائل التي تشغل الفكر والفلسفة على مستويات متعددة هل هي الطبيعة التي تسير بالكون؟ أم هي إرادة عليا تقوم عليه؟ أم هو تعاون قائم بين الخالق والمخلوق؟ يقدم هذا الكتاب رؤية جديدة رفيعة المستوى للحوار بين العلم والدين في أدق المسائل التي يعالجها كل منهما، في محاولة للكشف عن جسور اللقاء والاتفاق ومهاد الاختلاف والافتراق. إذا تمت معالجة تلك المسائل في إطار كشوفات الفيزياء الحديثة وأهمها نظرية النسبية وما تضمنته من مفاهيم جديدة بخصوص الزمان والمكان والحركة، ونظرية الكم (الكموانتم) بوصفها النظرية الأكثر دقة لوصف المادة والطاقة وتفاعلهما. هذه الطريقة العلمية لمعالجة المسائل الأساسية في العلم والدين في مناطق التماس هي الأمثل لتحقيق فهم دقيق يرتقي الى مستوى تطور العقل والفكر في هذا العصر. ومن أجل التأسيس لمنهجية المعالجة بالوجه الصحيح بعيداً عن السجالات الخطابية كان لابد من التأسيس للطروحات من خلال النتاج الثقافي والفلسفي المتمثل في (علم الكلام) وبالأخص في ذلك الشطر المتخصص بالمسائل الطبيعية وهو (دقيق الكلام) ليخلص هذا العمل الى تقديم مشروع لإحداث تحول عصري في ثقافة المجتمع المسلم منفتح على العصر ومتواصل مع أسس العقيدة بمنهجية علمية صحيحة