أكثر قصص الخيال تشويقا وإثاره

من التوصيفات الأكثر شيوعا عن الثقافة الغربية أنها عقلانية وكانت هذه السمة هي نتاج الثورة الصناعية الكبرى التي بدأت في أوروبا في القرن السابع عشر وانتشرت في العالم في القرن الثامن عشر والتي يطلقون عليها اسم عصر التنوير. أن عالم السحر عرف أوج ازدهاره في العصور الوسطى التي أطلق عليها اسم الحقبة الظلامية بما لازمها من تخلف فكري وخرافات باطلة والتي كان السحر أحد معالمها الرئيسية لدرجة أن في تلك الحقبة كان يوصف السحر أحيانًا بأنه أحد الفنون. أن المسيرة العلمية الغربية وجدت الكثير من دوافع تقدمها في زوايا التفكير السحري ذلك من منطلق محاولة الرد على ذلك التفكير وتبيين زيفه من ناحية وتنقية التراث من الخرافات والشعوذة من ناحية أخرى, وكانت العلوم الحديثة التي ظهرت في عصر النهضة بمثابة إحدى الثمرات التي أدت إلى انتشار مفهوم السحر الطبيعي إشارة إلى العلوم الطبيعية مثل الكيمياء والفيزياء بديلاً عن السحر التقليدي باعتبار أن كلا من التفكيرين كان بمثابة "الفرضية العكسية" للأخر. المثال البليغ على ذلك تجسده "الغرفة السوداء المظلمة" التي كانت رمزاً لممارسة السحر فتحولت فيما بعد إلى معطيات علمية على يد علماء كبار مثل غاليليو وجو أن كيلر. إن عصر التنوير أتاح لكتاب الروايات المادية ثرية للسخرية من تلك الحقبة الظلامية لذا ظهرت العديد من الروايات الأدبية التي كان محورها هو السخرية من تلك الحقبة والتهكم من شخصية الساحرة الشريرة التي كانت رمز للقدرة المطلقة، وبيان أن سبيل التقدم إنما هو العلم والعمل وليس استدعاء خرافات باطلة وقدرات وهمية ساذجة وتوضيح أن الأمم التي تفنى عمرها في التحاكي والتباكي عن ماض ولي والتي تعتقد أن خلاصها يكمن في شخص لديه قدرات خارقة إنما هي أمم لا تبغي النهوض من سيادتها. إن السبيل الحقيقي للتقدم يكمن في البعد عن خرافات القوى الخارقة وتنقية التراث من الخرافات والأوهام والأساطير وهذه مجموعة روائية رائعة تتناول هذا المقصد عبر أكثر قصص الغموض والخيال تشويقا...