جدلية الشر و الإيمان في الفكر الغربي المعاصر

هذا الكتاب عزيزي القارئ، يطرح موضوعا جوهريا في فلسفة الدين، وهو جدلية الشر والإيمان من منظور الفيلسوف اللاهوتي وليم كريج. وقد انتهج كريج النزعة الصوفية الانكشافية، بما يخص التجربة الإيمانية. حيث توصل إلى أن الإيمان ليس معرفة، ولا فلسفة، ولا منطقًا، ولا علمًا، وإنما هو أمر وجودي عميق في الإنسان، لا يتأتى بالمعرفة، بل يتذوقه الإنسان؛ ليعيشه تجربة حية فورية؛ لأن الإيمان حالة أبعد مدى من العقل، ولا يمكن تقييمها بمقاييس العقل. تناول الكتاب للأدلة والنظريات العلمية الحديثة وقد تناول كريج الأدلة والنظريات العلمية الحديثة: من أجل مناهضة الإلحاد، القائم على مفهوم التعارض بين وجود الله والشر معًا؛ لذلك فقد حول النظريات الفلسفية، لمعادلات ونظريات علمية؛ ليعكس بذلك ما انتهجه الملحدون: من تحويل النظريات العلمية لنظريات فلسفية؛ مما أعطى لفلسفتهم بعدًا جديدًا، مختلفًا عن الفلسفة السابقين عليه؛ لوقوفه على مشكلات عصره، برؤى جديدة متنوعة في استخدام المناهج العقلية والصوفية والعلمية، بما يتوافق مع التطورات الفلسفية والعلمية الحديثة. تحليل كريج للمشاكل الاجتماعية وعلاقته بالدين حصر كريج المشاكل الاجتماعية، التي يعاني منها الغرب، من إباحة الإجهاض، ووأد الأطفال؛ بأنها ثمرة لتلك الفلسفة، التي تتبنى تيار البعد عن الدين، وعدم الإيمان بالله، من أجل ذلك؛ وضع كريج عددًا من الحلول، التي رآها مناسبة، تتضح في تجديد الخطاب الديني، الدعوة للثقة بالله، الدعوة إلى الأدلة الموضوعية في الدين، استعمال القياسات المنطقية والعقلانية، اللجوء للمذاهب الفلسفية لتوكيد الإيمان.