علم مقارنة الأديان بين الأصالة والمعاصرة

هذا الكتاب يلقي نظرة معمقة على فهم الأديان والمعتقدات المختلفة، مسلطا الضوء على القيم الإنسانية المشتركة التي توحد البشر وتدعو إلى التفاهم والاحترام المتبادل. يعرض للقارئ رؤية شاملة ومفصلة حول التنوع الدينى، مقدما فرصة للتفكير والتعمق في الأديان المختلفة ، ويكشف عن الروابط الإنسانية التي تجمع بين البشر رغم اختلافاتهم، في وقت يشهد فيه العالم تنوعا واسعا في الأديان والثقافات، وتتعدد فيه المعتقدات والتوجهات. في هذا الكتاب نقدم نظرة شاملة على علم مقارنة الأديان، بدءًا من أصوله ومفاهيمه ومرورا بمناهجه وتصنيفاته، ووصولاً إلى إسهاماته في تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب. نقدمه لكل نفس تسعى إلى الإصلاح ، وكل عاقل ينشد المعرفة المطلقة ، وكل قلب يرغب في المسامحة والعيش المشترك . هذا الكتاب يبرز جهود علماء الإسلام في علم مقارنة الدين ، ويجمع بين التأصيل والتجديد، ويتلاءم مع التحديات المعاصرة مع الحفاظ على ثوابت كل ديانة : ليكون دليلا للمختصين والمهتمين بمجال مقارنة الأديان، ومرجعا مهما لفهم العلاقة بين الدين والعلم، وأهمية الحوار بين أتباع الدين لتحقيق السلام والوئام بين الأمم بأسلوب علمي وتحليلي واضح . وهذا الكتاب يدعو لإعمال الفكر والتواصل بين الشعوب، والبحث عن القيم المشتركة التي تقودنا إلى عالم أكثر أمنا وعدلاً وسلاما : عالم يخاطب القلوب والعقول معا... موجه لكل من يسعى إلى تحقيق قيم الاحترام والتسامح والمحبة، ويدعو للحوار تحقيقا للسلام الإنساني والعيش المشترك. فالرسالات جميعها سلسلة متشابكة الحلقات متلاحقة الأطراف وما محمد وعيسى وموسى وبقية الرسل - عليهم صلوات الله وسلامه - إلا من مشكاة واحدة، وعائلة واحدة، كما قال - صلى الله عليه وسلم ( الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَاتِ ، وَأَمِّهَاتُهُمْ شَتَّى ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) منهجها واحد ، وإن تعددت أطوارها ومظاهرها. وعبنا يحاول الناس تمزيق هذه الصلة أو تفكيك حلقات تلك السلسلة . إن هذا الكتاب هو رحلة فكرية وإنسانية، تتجاوز حدود المعرفة الأكاديمية إلى رحاب التفاهم والتواصل بين البشر. وهو دعوة صادقة لاستكشاف ينابيع الدين والقيم الإنسانية السامية الداعية للتقارب والارتقاء بالبشر لبناء عالم جديد محاط بالسلام والأمان والطمأنينة .