روائع تشارلز ديكنز

في إحدى أمسيات الشتاء العاصفة، والتي ربما تكون في عام 1800م أو في مطلع العامين التاليين لهذا التاريخ، كان هناك طبيب شاب، حديث التخرج، يجلس في ردهة منزله بالقرب من المدفأة، يستمع لصقير الرياح القادم من الخارج، والتي كانت تضرب قطرات المطر بزجاج النافذة، وتضرب قعقعتها نيران المدفأة بكآبة. كان الليل كثير الأمطار تتخلل أجواءه البرودة؛ أما الطبيب فقد سار طوال اليوم بين الطين والماء حتى وصل منزله. وهو الآن قد رقد مستغرقًا بين النوم واليقظة في دفء معطفه، مرتديًا خفين في قدميه، يُقلب في خياله الجامح آلاف الأفكار. كانت فكرته الأولى عن مدى شدة هبوب الرياح بالخارج، وكيف كانت تلك الرياح الممطرة الباردة لتضرب فُحيَّاه بقسوة الآن لو أنه لم يصل منزله قبل اشتدادها. ثم تبدل تفكيره حول زيارته السنوية في عيد الميلاد للبلدة التي نشأ بها حيث كان هناك أصدقائه الأعزاء، والذين سينتابهم الفرح لرؤيته، وكم ستفرح حبيبتيه "روز" عندما يخبرُها عن أول مريض يأتي له في عيادته أخيرًا، وعن أمله في زيادة عدد المرضى القادمين له، ليعود عليه بالنفع ويتمكن من الزواج منها في غضون شهور قلائل، ليأخذها معه لمنزله لتؤنس وحدته بجانب مدفأته، وتكون حافزًا له للعمل بجد. الكتاب باللغتين العربية والانجليزية