نحو تجديد الليبرالية

"يتم في هذا الكتاب مناقشة وتفسير وتحليل العدالة التطبيقية في صورتها عناصر , والجدل القائم بين محورية العدالة كعنصر سياسي والخلقي يسعى نحو التحقق الواقعي ، وإعادة التفكير في الحس الإنساني المشترك ، والعقل العام ، وكيفية تكوين قوانين ومبادئ مرنة للشعوب كافة ، تنشأ على قاعدتي المساواة والاحترام المتبادل، وتلبي الحفاظ على الهويات والحريات والتنوع الثقافي والتعايش المشترك في أن . يتكون هذا الكتاب من خمسة فصول ، تبدأ في فصله الأول : بتناول " العدالة في فلسفة الحداثة" ، من لوك ، ومونتسكيو ، وروسو ، وكانط إلى الليبرالية والاشتراكية والنفعية كركائز أساسية ، ومدى اعتماد "جون رولز" عليها كبنية أساسية ، ثم تجاوزه لسياقها في نقاط عدة (البنية الأساسية ) . وثانياً : يتناول أسس العدالة لدى رولز ومحورية كل أساس على حدة من العدالة كخيار عام إلى العدالة السياسية كبنية جوهرية للتأسيس والتطبيق لها (العدالة إنصافاً) ، والثالث : يتناول تنقيح العدالة وتنقيها من اليوتوبيا المثالية وتقديم يوتوبيا ولكنها واقعية تعتمد على تفصيلات تطبيقية لما أسماه قانون الشعوب لا الدول ، وتقسيم تلك الشعوب إلى خمسة أنواع من المجتمعات ، وهي : الشعوب الليبرالية إلى حد معقول ، والشعوب السمحة (التراثية المتشاورة السمحة) ، والخارجة على القانون والمجتمعات المغلوبة على أمرها ، ومجتمعات السلطة المطلقة الحرة / المستبد العادل ، إلا أنه اكتفى بذكرها وركز كيفية التعامل الليبرالي الديمقراطي معها فحسب . كذلك يتناول الحق في شن الحروب ، وطبيعة السلوك فيها (تطبيق العدالة السياسية ) . والفصل الرابع : عن "حس العدالة والوعي الأخلاقي" ، يطرح رؤية رولز عن الفلسفة الأخلاقية عبر توضيح الاختلاف بين فلسفة الأخلاق الكلاسيكية والحديثة ، وأهمية دور التشاور العقلاني العادل ، كذلك يطرح تطبيق أهمية البنائية الأخلاقية وما تتضمنه من الحرية والاستحقاق العادل ، ثم العلاقة بين البنائية الأخلاقية والفلسفة الليبرالية (تطبيق العدالة الأخلاقية) . أما الخامس : فيتناول "حدود العدالة وفضاءاتها : رؤى نقدية" ، فهو أولاً عن العدالة والفعل التواصلي كبديل ورؤية مغايرة وجهت من "ها برماس" لفكرة الوضع الأصلي وأسس العدالة المنصفة ككل ، ثم ثانياً التفرقة بين العدالة المتجانسة المتمثلة في الملكيات الموجهة للتوزيع ، واللامتجانسة المتمثلة في الصحة ، والتربية والأمن ، والمواطنة من قبل "مايكل والزر" ، ثم ثالثاً مثالية العدالة إنصافاً وعدم حياديتها ، وأخيرًا رؤية "مايكل ساندل" للعدالة لدى رولز في سمتها العاطفية ، القائمة في حقيقتها على أسس الترابط القوي بين الناس ، وكيف أن هذا يعد اتجاهاً بنائياً ضعيفاً للغاية في تحقيق أهداف مفهوم رولز عن العدالة . وكيفية رد رولز وتنفيذه لكل ذلك ( نقد مكثف لأبعاد العدالة إنصافاً والرد عليه). وفي نهاية المطاف خاتمة ، تسعى لبلورة نتائج حوار العدالة التطبيقية."