التطبيقات العملية في علاج الاضطرابات النفسية و السلوكية للأطفال و المراهقين

بعد الدليل الحالي أحد كتب التثقيف النفسي وكتب المساعدة الذاتية التي يمكن للمربين والقائمين بالرعاية الرجوع إليه، نظرًا إلى بساطة طرحه وإجرائية خطواته. وقد يكون هذا الدليل أقرب إلى القبول ويمت للواقع، بسبب تنوع الإسهامات من عدة تخصصات مختلفة الإرشاد النفسي وعلم النفس الإكلينيكي وطب الأسرة. حاول المؤلفون أن يوحدوا نمط الفصول لكي يسهل استخدامه، فاشتمل على تعريف الاضطراب وتشخيصه وانتشاره وأسبابه وأهم أعراضه ومظاهره، وانتهى بدور الأسرة والمرشد في علاج الطفل والمراهق وتعديل سلوكه. يمكن استخدام الدليل الحالي في الواجبات المنزلية للجلسات التي تساعد المرشد على التدخل السريع قبل البدء في بناء خطة علاجية، فهو المحطة الأولى التي من خلالها يستطيع المرشد معرفة دوره من حيث التشخيص وتقديم كل خدمات الصحة النفسية. بدأ الدليل بالإجابة عن السؤال التالي: هل الاضطراب النفسي وراثي أم مكتسب؟ وتمثلت الإجابة عنه في ثلاثة اتجاهات مختلفة (الاتجاه الوراثي والبيئي والتفاعلي (البيئي + الوراثي))، ثم انتقل الدليل لأكثر الاضطرابات النفسية للطفولة شيوعًا سواء كانت مدرجة ضمن الأدلة التشخيصية أو مشكلات سلوكية غير مدرجة، وتنتج عنها سبعة عشر فصلاً لسبعة عشر اضطرابًا أو مشكلة سلوكية بالترتيب التالي: (صعوبات التعلم والتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD والعناد والغيرة والخجل والسرقة والتنمر والاستثناء (العادة السرية) والتدخين والإساءة واضطراب القلق العام والمخاوف المرضية (الرهاب) واكتئاب الطفولة والبكم الاختياري واضطراب المسلك والتبول اللا إرادي). كما تطرقنا في هذا الدليل إلى البيئة الافتراضية وافتقارها للضوابط الاجتماعية والسلوكية للطفل، ما ينتج عنه سوء توافق نفسي بصورة ملحوظة، نظرًا للاختلاف الكبير بين الواقع والعالم الافتراضي. فهل أطفالنا في هذه المرحلة بحاجة لهذه الوسائط؟ وهل هم يدركون مخاطرها وعواقبها السلوكية؟ بل ازداد عمق هذا الطرح ليمتد نحو قضيتين معاصرتين هما الألعاب الإلكترونية وإدمان الإنترنت.