القيادة السياسية للشيخ زايد

"إن زعامة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان " رحمه الله تعالى " زعامة استثنائية كان لها دورها في ابتعاث الأمة الإماراتية بهويتها الجديدة, حيث مثل منهجه في قيادة الدولة مدرسة ذات أصول متكاملة في القيادة السياسية بفضل حنكته ودبلوماسيته التي عكست خصوصيته كقيادة متفردة أصبحت لها بصمتها المؤثرة في ربوع المنطقة بفضل إنجازها الرائد في بناء الدولة الحديثة على أسس ومرتكزات متينة وصلبة. وفي هذا الكتاب سيتم ضمن محاور استقراء الجوانب العملية للقيادة السياسية للشيخ زايد "طيب الله ثراه " مسح وتحليل ما يرتبط بقدراته كقيادة سياسية متفردة فيما يتعلق بالوظائف، وجوانب استثماره لقدرات النخبة السياسية، بالإضافة إلى المحاور المتعلقة بارتباط ذلك بالعملية الإيمانية، والتي تمثل حجر الزاوية في صناعة القيادة السياسية للشيخ زايد؛ نظراً لدورها المؤثر في ابتعاث الأمة الإماراتية وصناعة حضارتها في سبيل بناء نهضة المجتمع، حيث انعكس دوره كقائد للتغيير المجتمعي بمعناه الواسع الذي ارتبط بالتنمية الشاملة المقترنة بالتخطيط، مع قرنه ذلك بالمثاليات الاجتماعية ارتكازاً على كونه رمزاً للمجتمع وآماله وشرفه وكرامته، ودوره عند تقرير المواقف وتحديد وترتيب الأهداف لاتخاذ القرارات انطلاقاً من قيم التراث الحضاري الوطني للمجتمع، وارتكازاً على نظرته الكلية والشمولية لكل شيء بارتباطه بالحركة والديناميكية المقترنة بعنصر الإرادة وعدم الحتمية التي عكست خياله الواسع في بناء الدولة الحديثة."