أطلانطس الجديدة

لقد أبحرنا من بيرو، عازمين على الوصول للصين واليابان عن طريق البحر الجنوبي، حيث قطعنا شوطاً كبيراً من السفر لمدة عام كامل، وقد جهزنا أنفسنا لذلك فزودنا بمؤن طعام تكفي لاثني عشر شهرًا، وكانت الريح القادمة من الشرق رخاءً لمدة خمسة أشهر أو يزيد، ولكن دوام الحال من المحال، فقد هبت الريح بقوة من الاتجاه الغربي، وظلت هكذا لعدة أيام، وتسببت في سيرنا بغير هدى، حتى إننا عزمنا أحيانًا أن نعود من حيث جئنا، ولكن مرة أخرى فاجأتنا ريح قوية وشديدة قادمة من الاتجاه الجنوبي، والتي كانت في طريقها نحو الشرق، وقامت بحملنا بغير حول منا ولا قوة نحو الجنوب، وفي تلك الأثناء نفدت منا مؤن الطعام على الرغم من أننا قد اقتصدنا في تناولها؛ لذلك وجدنا أنفسنا نواجه أشد مياه العالم خطرًا دون طعام، فأخذنا نبحث عمن فقدنا من الرجال، وقد أوشكنا على فقد الأمل وتجهزنا للموت، لم نجد غير الله ملجأ لنا في هذه الأثناء، فاتجهنا له بأصواتنا وقلوبنا؛ فتضرعنا إليه أن يشملنا برحمته، وأن يظهر لنا اليابسة، مثلما أخرج من الماء أرضًا يابسة في بداية خلق العالم، كي لا نموت. الكتاب باللغتين العربية والانجليزية