الدولة والقدرة والحرب الإقتصادية

يحتوي هذا الكتاب الجديد للبروفيسور (جوزيبي جاليانو ) على مراجعة كاملة وموجزة في نفس الوقت للاقتصاد العالمي، والذي يحلل فيه تأثير العوامل الاقتصادية والمالية والتواصلية على العلاقات الدولية ليزداد وعي الرأي العام والسياسة بحقيقة أن النظام الدولي الذي نشأ في ويستفاليا قد تغير هيكليا. فالقوة العسكرية تكلف أكثر وأكثر وتكسب أقل وأقل لتظل السياسة الدولية هي سياسة القوة الناعمة. و تحدد الدول مصالحها الوطنية وتنجح في تحقيقها بمفردها اعتمادا على مستوى القوة التي يتمتعون بها على المستوى الإقليمي والعالمي. و يحلل البروفيسور ( جاليانو) ما تعنيه القوة اليوم وما هي الاستراتيجيات والتكتيكات التي تستخدم بها. فالأدبيات الاستراتيجية واسعة جدا فيما يتعلق بالقطاع العسكري إنها أقل تطورا بكثير فيما يتعلق بالأدوات ذات الطبيعة المختلفة. ويتجاوز جاليانو المفهوم النموذجي لكل من الماركسية والرأسمالية الليبرالية لفضائل الاقتصاد المهدئة، والتي تمت إضافتها مؤخرًا إلى نفس التأثيرات التي قد تحدثها عولمة الاتصالات وانتشار الشبكات الاجتماعية، وسوف ينقلون السلطة من المؤسسات السياسية إلى الجماعات التي ظهرت بشكل عفوي إلى حد ما في المجتمعات و لم تشهد الدولة إلغاء دورها وسلطاتها. و في الواقع، من المرجح أن تزيدهم لتصاحب العولمة ظواهر التجزئة على المستويين الإقليمي والعالمي إن نظام الهيمنة المتمركز حول الولايات المتحدة والمؤسسات المتعددة الأطراف التي كانت تحميها واشنطن آخذ في الاختفاء و سيتم استبداله بآخر قائم على توازن القوى مجزاً إلى أصول إقليمية مختلفة و ستكون أكثر تنافسية من سابقتها والتي كانت أكثر تعاونا حتى لو كان التعاون مفروضا من قبل الأقوى على أساس قيمها بما بتوافق دائما مع مصالحها الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية. و تظل الدول في قلب الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية وبدلا من ذلك تتغير الأهمية النسبية العوامل القوة المستخدمة في العلاقات الدولية، وتتضاءل مركزية القوة العسكرية ليتم استخدام الأدوات الاقتصادية والمالية والاتصالات للقوة الناعمة إنها ضرورية لتعريف القوة، وبالتالي للقدرة التنافسية الجيوسياسية للدول