الأممية الدولية من منظور تاريخي

إن الأممية "الدولية" هي تجسيد لمفهوم جديد لمزايا التعاون العقلاني في مجال النشاط البشري بأكمله، إنه يوضح كيف يميل الرجال إلى التصرف عندما يكون الإنسان، ويتم تحرير التفاهم من قيود المقاطعات الضيقة وإدراك إمكانية الوحدة العالمية العملية و إنه يعبر عن وعي متزايد بالترابط بين الأجزاء التي تمايز فيها الجنس البشرية، وتبحو دراسة الحياة والأحداث التي أثرت على فكر المؤلف أساسية للفهم الكامل لعمله. ومع ذلك، فإن الشهادات التي وصلت حتى يومنا هذا فيما يتعلق بشخصية "جون كولبيرت فياريز" محدودة حقًا. فقد ولد "جون فاريس" المفكر وعالم الاجتماع والقس المشيخي، والمثالي والحالم العظيم في ٥ يونيو ١٨٦٧ في روتشستر مينيسوتا و تثبت أصوله الأمريكية أنها أساسية لبناء فكره، مما يجعله أقرب إلى الأيديولوجيات الديمقراطية للسياسة الأمريكية في أوائل القرن العشرين. و في عام ١٨٩ تخرج "فارس" بإمتياز من جامعة مينيسوتا وبعد ثلاث سنوات فقط تم استدعاؤه للكهنوت في الكنيسة المشيخية. و في عام ١٨٩٤ دفعته رغبته في السفر إلى مغادرة الولايات المتحدة لاكتشاف العالم، وخاصة الشرق، فقد زار اليابان والصين والهند ومصر والشام. وعند عودته إلى أمريكا توح فارس لتجربته بعقد ندوات ومؤتمرات عن الشرق و كوفىء بتعيينه مديرًا ومحرر لمجلة "الشمال والغرب" بالتوازي مع نشاط النشر الخاص به الذي امتد لاحقًا إلى كنيسة غلين أفون المشيخية في دولوث، و في مجلس مكتبة حولوث العامة وكرس فاريز مجهوده للأنشطة الخيرية والتطوعية، مع اهتمام خاص بالمشكلات الاجتماعية. وخلال الحرب العالمية الأولى قاد مشروعا تم تنظيمه بالاشتراك مع معهد المعوقين والمعاقين، موثق في كتيب ثلاث سنوات من العمل للرجال المعوقين". وأدت المشاركة المطورة في القطاع الاجتماعي إلى تخلي Faries عن النشاط الرعوي، وبدء دورة دراسية جديدة للحصول على درجة علمية في جامعة كولومبيا في كلية العلوم السياسية. وأكثر ما آثار إعجابه هو علم الاجتماع والاقتصاد.