صديقة سوداء

حققت زيوي شهرتها بالتحديق في أعين ضيوفها في المقابلات وسؤالهم: "كم عدد أصدقائكم السود"؟ فهي خبيرة في إرباك الأشخاص، ثم الهجوم مباشرة وطرح أسئلة صعبة عليهم عن العرق والعنصرية، أسئلة جعلت الثقافة الغربية الرجل الأبيض خبير في الالتفاف حول إجاباتها. في كتابها تطبق زيوي رؤيتها الثاقبة هذه على الثقافة ككل، وذلك بمزيج مميز من الصراحة القاتلة والدفء المذهل، ما يشجع ضيوفها على لقائها مرة أخرى. عبر الكتاب تمزج زيوي مقتطفات من التنوير مع مقالات طويلة تتخذ مجموعة مختلفة من الأشكال؛ بدءًا من مستخلصات لتلك الظاهرة الثقافية مرورًا بتفريغ مقابلة مع "امراة بيضاء ملغية"، ووصولا إلى مقال على طراز "اختر مغامرتك الخاصة" عن مواجهة الأفكار العرقية في الحياة اليومية. كتاب زيوي شخصي ومضحك، وهو أيضا جذاب ومليء بالتحديات، يطرح أسئلة حول العرق والعنصرية، ويتناول الأمر بالطريقة التي يبدو عليها في الواقع، وليس من خلال النظريات والدراسات التاريخية المتداولة، والتي هي في غاية الأهمية، وإنما من خلال محادثة محرجة في إحدى الحفلات، أو تعليق مزعج من زميل بالعمل في غرفة الاستراحة. يعايش الكتاب لحظات الانزعاج التي قد تكون الطريقة التعليمية الأفضل للتخلص من التحيز. بالإضافة إلى ذلك، ومثل كل ما تفعله زيوي، سيذهلك تمكنها من جعلك تضحك.