الصفح عن إيملدا ماركوس

يقدم ناثان جو تأملًا عميقًا في موضوعي الصفح والندم من خلال قصَّة سائق فلبيني لا يُنسى، تقترب حياته من نهايتها. بعد إصابته بمرض قلبي خطير، يتواصل ليتو ماكاراج مع ابنه المغترب – وهو صحفي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكيَّة، بعيدًا عن دار رعاية والده في مانيلا – ليَعِدَه برواية قصَّة عن اللقاء السري الذي جمع بين إيميلدا ماركوس وكورازون أكينو. إيميلدا، المعروفة بمجموعتها المُبالغ فيها من الأحذية، هي الزوجة المتألقة للديكتاتور الفلبيني الراحل؛ أما كورازون فكانت زوجة ذلِك السياسي المُعارض الذي يُزعَم أن عائلة ماركوس قتلته. وقد تحولت كورازون من ربة المنزل البسيطة بعد وفاة زوجها، إلى قائدة للمظاهرات الحاشدة التي أطاحت في النهاية بديكتاتورية ماركوس. عمل ليتو سائقًا شخصيًا لكورازون لسنوات عديدة، وكان رفيقها الوحيد في رحلتها من مانيلا إلى مدينة باجيو للقاء إيميلدا. وخلال الرحلة الطويلة، قبل أن يجد نفسه في صراع بين ولائه لربة عمله وشكوكه الأخلاقية حول رغبتها في مسامحة إيميلدا. لكن بينما يسرد ليتو قصته عن امرأتين شكلت اختياراتهما تاريخ بلادهما، تنكشف ببطء قصته الشخصية وإخفاقاته. يتعمق في الحديث عن والده المهمل، الذي انضم إلى حركة تمرد شيوعية، وحياتهم في معسكر جبلي يقوده كاهن ذو جاذبية خاصة، وصراعات ليتو مع الفقر والطموح. وفي النهاية، يجد ليتو نفسه مضطرًا للتأمل في معنى الصفح وإمكانيته. في رواية "الصفح عن إيميلدا ماركوس"، ينسج ناثان جو رواية شديدة الخصوصية من التاريخ البديل تستكشف القوة والعجز، وطبيعة الذنب، وما نَدين به لمن نحب.