أهداف.. خارج الثلاث خشبات

أهداف .. خارج الثلاث خشبات يصف يورجن كلوب المدرب الألماني الشهير والمدير الفني السابق لنادي ليفربول، كرة القدم بأنها أكثر شيء مهم في الأشياء غير المهمة. ربما بدت الجملة فلسفية أو صعبة على البعض لكنه كان يقصد أن كرة القدم مهما علت أهميتها، لكنها في النهاية تقبع في الجانب غير المهم في حياة الإنسان مقارنة بالأشياء المهمة الأخرى، لكن السؤال، أي كرة قصدها كلوب؟ الكرة داخل المستطيل الأخضر الدوريات سواء كبرى أو صغرى، التشويق، الإثارة، البث التلفزيوني الجماهير، الصفقات، إذا كان هذا ما يقصده فهذا صحيح، كل ذلك يمكن تصنيفه كترفيه، لكن السؤال الآخر، هل هذا كل شيء؟ الإجابة لا، فكرة القدم خارج الملعب والجمهور، كانت ضمن أكثر الأشياء المهمة في تاريخ الإنسان بل ولن أبالغ حين أقول إنها غيرت التاريخ ورسمت الخرائط وعقدت اتفاقيات سلام، وحمت أجيالاً مقبلة من نوافير الدم وأصوات الرصاص، فمن خلالها انتهت حروب أهلية كانت تقتل العشرات كل يوم في إفريقيا، وبواسطتها استرد ملايين المهاجرين العرب في فرنسا حقوقهم الكاملة، ومن أجلها تخلى أناس عن وطنهم الأصلي واختاروا أوطانا أخرى احتضنتهم وبفضلها تغيرت حياة أناس وبدلا من أن يصبحوا مجرمين صاروا قدوة ينالون أرفع الأوسمة وأضحت قصص حياة نجومها الكبار دروسا حياتية يتعلم الواحد منها كيف يصنع أسطورته الخاصة وكيف يخوض معارك الحياة دون خوف من السقوط، وهكذا، ما عجزت عنه الحكومات والمجالس البرلمانية والمؤسسات الدولية، حققته كرة القدم، والملايين الذين لم يثقوا في السياسيين وتقوا في أقدام لاعبين كانت أهدافهم خارج الشباك هي الأهم والأنبل، ولهذا كله كان هذا الكتاب.