أواليا

سأل المقيم عما يميز هذه العين، وبدا أن المستشار يجهل حكايتها فاستأذنته لكي أجيب: كانت عذاري عين تنبع في البحر، ولما بنى الأهالي حولها بيوتهم. ومزارعهم، فصلوها عن البحر فغضبت كانت عذراء، ما حد يسبح فيها ولما دخلوها غصب صارت تنتقم وتقتل شخص في كل سنة. عاين المستشار والمقيم عذاري، تفحصاها، لم ترق لهما كثيرًا. كانت جدرانها طينية، وحجارتها ساقطة إلى داخلها، تتسرب أكثر مياهها العذبة، وتنطلق الأخرى في قنوات غير معدة سلفا، تتصل بماء البحر فيصبح الماء بحرين، عذب زلال، وملح أجاج، أصل ودخيل. تدمر المستشار ، آلمه حالها وأضافها إلى قائمة الأعمال التي تقتضي تدخلا جذريا وسريعا لتغييرها. وفيما ظل الكثيرون يقفزون إلى عمق عذاري، دخل ثلاثة شبان إلى طرفها الضحل كل واحد منهم يجر خلفه حمارين. استحم الثلاثة مع حميرهم في ذات ماء العين، يفرك أحدهم ظهر حماره بليف النخلة، ثم يفرك به جسده، لا ضير في ذلك مادام الجميع يهتك بعذاري؛ فطلب مني الانجليزي أن أتيه بأحدهم.