على أمل اللقاء

على ضوء قوله تعالى (لتركبن طبقا عن طبق) نتشاطر عواطفنا بسيل عطاء متدفق... تتهادى باقات حب ومودة تشدو بازكى عبق... تنعشنا نسائم أنس، ثم تلازمنا لوعات تعلق... وفجأة صدمة فراق وشجن، فجذوة وجد وشوق! إعصار مشاعر يتوغل في جوف ذلك القلب المكلوم، ويلفح تلكما الوجنتين بالدمع المسجوم... معربا عن رفعة شأن وسمو منزلة من قد رحل! ومن منا لم تحل عليه فاجعة هذا المصاب الجلل، مادام أن الحقيقة الراسخة منذ الأزل تلوح بجلاء في قوله عز وجل (كل نفس ذائقة الموت). فما يذيب غصة الأنين ويعمد جمرة الحنين، وهل من محداف يشق بحياتنا عباب الجزع والوجل ؟!! ومن عقر دار عصف ذاك الإعصار أبث إليك رسائل تسلية ومواساة لتعانق كفيك، وأنسج لك من حروف الصبر شذرات لتربت بحنو على كتفيك.. مطمئنة إياك طالما أن فراق الدنيا لم يكن النهاية .. بل هو لشدة إخلاصك وقدر وفائك شارة البداية .. فحبال الوصل مازالت ممتدة إليه لبلوغ الغاية. ستردم خيبة الفقد والأسى ها هنا ، لترفرف أحلامك في دار البقاء... فتحيا إن شاء الله على أمل اللقاء. رحم ربي عزيز قلبي، وجزاه بإذنه العفو الكريم عن فيض إحسانه بي الفردوس الأعلى، وارحم اللهم كل الأحبة. واجمعنا بهم في جنة الخلد . فأنت نعم المجيب والمولى.