توظيف التاريخ في الرواية العربية الحديثة وأبعاده الجمالية والاجتماعية والسياسية

إن التاريخ علم يبث الحقائق الموضوعية، والرواية من يقوم على التخييل والروائي يعمل كالكيميائي يقوم في معمله الذهني بخلط مركب التاريخ والرواية، لينتج لنا روايته التاريخية، التي قد يلتزم فيها بأمانة النقل، ويُغلب فيها المرجعية التاريخية، على المرجعية التخيلية، فيكون أقرب للمؤرخ، وقد يوازن بينهما، فينتج رواية تاريخية متعادلة، أما الخيار الثالث، فهو استدعاء التاريخ وفق ما يحلو له، وتغليب الجانب الفني في توظيف التاريخ، وتشكيله في قالب واحد مع جنس الرواية، ليخرج بمركب فني تاريخي يراعى فيه تقنيات الرواية في الزمان والمكان والوصف والحوار، والأحداث والشخصيات التاريخية والمتخيلة، مع تطعيمها بالتاريخ. ويأتي هذا البحث تكملة للسلسلة المتقدمة من الدراسات العربية الشاملة، متجاوزة المحلية والإقليمية، مع اختيار مجموعة من الروايات التي وظفت التاريخ لأسباب موضوعية مقنعة، مسترشدة بما صدر في النصف الثاني من القرن المنصرم حتى يومنا هذا.