بنات مراكش

نفس المارد ونفس العالم السفلي, وهي نفسها تلك الوردة الرقيقة, لكن الفرق هو صراعها كل مرة للتخلص من مخالبه.. لم يكن نفس الصراع الحقيقي, بل كانت كل مرة تأتي بوسيلة وبقوة أكبر, لكنها تفشل في النجاة جسمه يزداد ضخامة كالمارد الذي خرج من القمقم في حكاية جدتها, والرائحة تخرج من إبطه كدخان أخضر كريه تجعلها ترخي أناملها عن السكين الذي تحمله لتمزيق بطنه, وتسرع في حماية أنفها داخل يديها المطبقتين عليه في عنف تكاد تكسره. تحدق بالمارد الذي يزداد ضخامة حتى خرق السقف برأسه فلم تعد ترى وجهه المسخ وهي تستطيل بعنقها بـرعـب كل ما تراه تارجح بطنه المترهل جراء ضحكته المجلجلة لتفقد وعيها من جديد مستيقظة على صوت علي, لتدرك أنها لم تنجح في قتله, وأنه سيعود في الليل من جديد. لقد علمت الآن سبب تكرار الكابوس لم يكن فقط تعرضها للاغتصاب, ولكن كرهت نفسها؛ لأنها ذلك اليوم أحست أنها لم تفعل كل ما بوسعها للنجاة, كانت يجب أن تشق بطنه, أو تخنقه وهو ينهل من رقبتها, لكنها فقدت وعيها حينها كانت تسمع صوت علي من بعيد صوته كالصدى على الجبال يقول بلوم - يوفا ما ستجد نفسها ملقاة كهذه الوردة, يجب أن تتعلم الدفاع عن نفسها: لن أكون بجانبها دائما.