على خطى شهرزاد

في هذا الكتاب... نتقصى ملامح التراث السردي الذي دفع كاتبات الرواية في الإمارات إلى السير على خطى "شهرزاد" أروع وأشهر حاكية على مر التاريخ، ونحاول الكشف عن أوجه التشابه بين السرد عند شهرزاد والسرد في الرواية النسائية الإماراتية، حيث يتضح مدى تأثر كاتبات الرواية الإماراتية بأسلوب شهرزاد في بعض تقنيات السرد، التي صارت تراثا يتأثر به الروائيون ليس في المنطقة العربية فقط، ولكن أيضًا على الصعيد العالمي. صحيح أن "شهرزاد" ستظل متفردة ومتميزة لضخامة المهمة التي اضطلعت بها، وهي ترويض الملك "شهريار" المعقد من جنس النساء كله والمصمم على الانتقام، وما أصعبها من مهمة تحملتها شهرزاد بثقة في ذكائها وثقافتها الواسعة وقدرتها على إبهار شهريار بحكيها المشوق الجذاب، ونجحت في تغيير فكرته المشوهة عن النساء، فصححتها وأقنعته أن النساء مثلهم مثل الرجال فيهن قلة تخطئ ولكن القطاع الأغلب من النساء بخير، ولا يمكن أن تستقيم الحياة على الأرض بغير حنانهن ورقة مشاعرهن وجمالهن وروعة معاشرتهن، فحلت مشكلته وأدرك أنه أخطأ بقتل فتيات لا ذنب لهن فيما حصل له من خيانة زوجته، فتخلى عن فكرة الانتقام وأحب شهرزاد فتزوجها وأنجب منها لتكتمل سعادتهما معا.