حكمة قديمة لعالمنا المعاصر

هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ، يوضح كيف يمكن للحكمة القديمة الخالدة أن تكون خلاصا لما نعانيه من مشكلات ومعضلات معاصرة، فقد يعتقد المعاصرون أن معضلاتنا وليدة الآن، بل إن الإنسان يعاني منذ وجوده على الأرض، وتتباين حلوله لما يعانيه باختلاف الزمن، وهذا يعني أننا لا يجب أن تتوقف في حدود عصرنا هذا فحسب، بل إننا قد نتقن وجود الحاضر بالاعتصام بالماضي. يتعرض هذا الكتاب لمشكلة التربية من منظور موسونيوس روفوس الفيلسوف الرواقي، الذي يطرح لأول مرة في الدرس الفكري العربي، وتقتبس منه بعض الرؤى الصالحة لمجتمعنا المعاصر. ويناقش مسألة معاصرة قديمة وهي مسألة الأخلاق البينية من وجهة نظر الحكيم سينيكا. في زمن يحتاج فيه إلى الإنسان إلى الوعي بالبينة، وكيفية التعامل معها بنسف يراعي فيه الإنسان والكون والإله. ناهيك عن أن الكتاب يطرح موضوع فلسفة العمل في بهاجا فادجييتا (أنشودة الرب)، وهو منظور جديد لفلسفة العمل، منظور شرقي يفوق ما جاء به الفكر الحديث والمعاصر، ونحن في حاجة إلي التحلي إلى رأي مختلف حتى نصل، في زمن قصر على القول دون العمل، ثم يعرج الكتاب إلى قضية نزعة التنوير عند المدرسة الكلبية، وهو تنوير مختلف عما طرحته العلمانية المعاصرة. ويختتم بموضوع يتلاقى فيه الشرق والغرب وهو مفهوم الحكيم بين تصور الشرق عند لاو تسو وتصور اليونان عند سينيكا. ونهاية لا يسعنا إلا أن نقول مع أبو حامد الغزالي :إن البناءة أدنى إلى الخلاص من فطانة بتراء، وإن العمى أقرب للسلامة من بصيرة حولاء! والله من وراء القصد د. حمادة أحمد علي