قناع واحد لخمسة وجوه

افترض أن أحلامك اليومية قد خضعت لتغيير جذري، افترض أنك عندما أويت إلى فراشك لتنام وبينما أنت تغفو وجدت نفسك تستيقظ في كوخ قديم على حافة بحيرة ما، على جانبك امرأة سمراء تخبرك أن تذهب لتصطاد بعض السمك، أنت تعرف أن هذه المرأة هي زوجتك. يستمر الحلم بطول اليوم العادي، مشبعًا وممتلئًا بأحداث متنوعة لإنسان يعيش في المناطق الاستوائية، وفي نهاية اليوم تسللت سُلمًا من حبال، لتدخل كهفًا وتستغرق في النوم. فتجد نفسك بعدها تستيقظ فجأة في بيتك في العالم الحضري ذي المسؤوليات والتوقعات الطبيعية. وعندما تغفو في الليل التالي تجد نفسك تستيقظ على جانب البحيرة الاستوائية من جديد، تستكمل حياتك التي تركتها هناك من نفس النقطة التي توقفت عندها، تستكملها بطريقة مترابطة وطبيعية، وزوجتك السمراء تخبرك أنك كنت متعبًا ليلة أمس، وتتساءل عما كنت تحلم به، وتجد نفسك تجيبها بما جرى من أحداث في يومك الحضري العادي، ويستمر الأمر. تساؤلات حول الواقع والوهم إصاباتك التي تُصاب بها في المدينة تترك آثارًا فيك في المدينة، والإصابات التي تُصاب بها في الكوخ على جانب البحيرة تؤثر على حياتك الاستوائية جانب البحيرة! هل تستطيع أن تجزم عند أي نقطة تنتهي حياتك الواقعية وتبدأ حياتك الوهمية؟ أو بالأحرى أيهما الحقيقة وأيهما الوهم؟ تحدي المعرفة والوجود كم حياة تعيشها دون أن تعرف عنها شيئًا؟ واحدة.. اثنان.. ثلاثة.. خمسة.. أو لا يمكنك العد! ما مقدار معرفتك بحيواتك الأخرى التي ربما تعيشها ولا تعرف عنها شيئًا؟ اقترب أكثر لتعرف!