شيخوخة

إن الخرف هنا هو الحالة الداخلية للشخصيات والنغمة الرمادية للرواية بأكملها فعدم الكفاءة يصبح نخليا عن الحياة اندفاعا فاشلا، ومسافة لا يمكن تجاوزها بين المثالية والواقعية، ويرى "إيميليو" بطل الرواية في النحات والصديق "بالي" ذلك النموذج الخارجي للحياة الشبابية التي يتوق إليها، وفي محاولته المملة لتقليده، يخلق تجربة خاصة به لقد اقترب منها بفكرة العثور على مغامرة قصيرة والتي سمع وصفها كثيرا ولم يجربها أبدا وفي محاولة عملية لبنك صورة أخرى لنفسه يتعامل هنا مع أنجيلينا" ونشعر في حواره بالحاجة إلى قناعته الذاتية أكثار من الاهتمام ببداية معرفة جديدة، فيقول له أنا أحبك كثيرا، لكن في حياتي لن تكون أبدا أكثر أهمية من لعبة تلك الفجوة بين المثالية الوظيفة والأسرة وأخت وحيدة حزينة وغير طموحة بين الرغبة في تقديم نفسه كصديق المرأة لعوب والأنا المتغيرة الخفية والنتيجة السلبية للقصة ككل. يبلغ "إيميليو" بطل الرواية وشقيقته أماليا ما يزيد عن الثلاثين لكنهما كبيران في السن نفسيا بشكل لا يمكن إصلاحه الأول في شوقه في التحول إلى صورة غير قابلة للتحقيق للحياة وفي صراعه ليصبح مدركا تماما لفشله، والثانية لم تكن جميلة أبدا لكنها طويلة جافة عديمة اللون. كما وصفها صديقه "بالي" بإنها ولدت رمادية اللون، وكل ما تبقى لها من الفتاة هو يديها البيضاء الرقيمة.