رحلة القطن

اهتمت الولايات المتحدة الأمريكية بالقطن مبكرًا بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية (1861–1865م). ومن ذلك، نجد أنه عند اكتشاف القطن الأشموني وبدء تجربة زراعته عام 1873م، ظهر مع بداية جنيه أن محصوله أكبر من محصول أي نوع آخر من القطن، فاهتمت به الولايات المتحدة اهتمامًا كبيرًا، لدرجة أن الصحف تحدثت عن هذا المحصول وعن نوعية القطن الجديدة تلك. ووصل الأمر إلى تجربة تقاويه في الأرض الأمريكية عام 1877م، ومحاولة معرفة طريقة زراعته من قنصلها في مصر بالشكل الصحيح. وكذلك، عندما نما إلى علم الولايات المتحدة أن نوعًا جديدًا من القطن يُسمى "بامية" ظهر في مصر، أرسلت إلى قنصلها العام تستفسر عن هذا الصنف الجديد، فجاءها الرد أن قطن بامية هو نفسه القطن الأشموني، وفي نفس الوقت أُرسلت إليها بذوره. كما كانت أخبار القطن المصري الشغل الشاغل للولايات المتحدة، فقد عمد القناصل الأمريكيون إلى موافاة وزارة خارجيتهم بأخبار القطن المصري ومقدار المحصول، لما في ذلك من أهمية تجارية لبلادهم، طوال فترة الاحتلال البريطاني وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى.