تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط

تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط

تأليف:

شكيب أرسلان

56.02 فإنه مما يجب أن يخلد في الصدور قبل السطور, وأن يكتب على الحدق قبل الورق، أن حفظ التاريخ هو الشرط الأول لحفظ الأمم ونموها، ورقي الأقوام وسموها، وأنه لا يتصور على وجه الكرة وجود أمة تشعر بذاتها وتعرف نفسها قائمة بنفسها إلا إذا كانت حافظة لتاريخها، واعية لماضيها، متذكرة لأولياتها ومبادئها، مقيدة لوقائعها، مسلسلة لأنسابها، حاشدة لأحسابها، خازنة لآدابها، مما لا يقوم به إلا علم التاريخ الذي هو الواصل بين الماضي والمستقبل، والرابط بين الأنف والمستأنف، والجامع بين الأمس والغد، والذاكرة الحية للأمم. وإن من أخص ما أهمل العرب فيه التأليف، مع أنه من أمجد ماضيهم وألمع ما لمعت فيه مواضيهم، هو الدور الذي كان لهم في القارة الأوروبية خارجًا عن الأندلس، وذلك كفتوحاتهم في ديار فرنسة وإيطالية وسويسرة، وما كانوا يقولون له الأرض الكبيرة، وكفتوحاتهم الجزائر البحر المتوسط التي رفعوا فوقها أعلامهم حقبًا طويلة، وأثروا فيها آثارًا كثيرة أثيرة، فإن هذا الدور من أدوارهم يكاد يكون عند أبنائهم مجهولًا، بل إن كثيرًا من ناشئتهم لا يعرفون عنه كثيرًا ولا قليلًا، والحال أنه من أقعس فتوحاتهم مجدًا، وأوعر مغازيهم غورًا ونجدًا، وأدل أعمالهم على ما أوتوه من علو الهمم ومضاء العزائم، وما كان غالبًا على أخلاقهم يومئذ من احتقار الطواح واستصغار العظائم. ولهذا خصصت بهذا الموضوع كتابًا مستقلًا أسميته: الخبيئة المنسية في مقام العرب بجبال الألب والبلاد الإفرنسية، وجعلت هذا الكتاب أشبه بجزء من أجزاء كتابي الذي أنا مباشر تأليفه عن الأندلس باسم: الحلة السندسية في الرحلة الأندلسية، وسيكون فيها أحزر أربعة أو خمسة أجزاء إن لم يكن أكثر. المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

فإنه مما يجب أن يخلد في الصدور قبل السطور, وأن يكتب على الحدق قبل الورق، أن حفظ التاريخ هو الشرط الأول لحفظ الأمم ونموها، ورقي الأقوام وسموها، وأنه لا يتصور على وجه الكرة وجود أمة تشعر بذاتها وتعرف نفسها قائمة بنفسها إلا إذا كانت حافظة لتاريخها، واعية لماضيها، متذكرة لأولياتها ومبادئها، مقيدة لوقائعها، مسلسلة لأنسابها، حاشدة لأحسابها، خازنة لآدابها، مما لا يقوم به إلا علم التاريخ الذي هو الواصل بين الماضي والمستقبل، والرابط بين الأنف والمستأنف، والجامع بين الأمس والغد، والذاكرة الحية للأمم. وإن من أخص ما أهمل العرب فيه التأليف، مع أنه من أمجد ماضيهم وألمع ما لمعت فيه مواضيهم، هو الدور الذي كان لهم في القارة الأوروبية خارجًا عن الأندلس، وذلك كفتوحاتهم في ديار فرنسة وإيطالية وسويسرة، وما كانوا يقولون له الأرض الكبيرة، وكفتوحاتهم الجزائر البحر المتوسط التي رفعوا فوقها أعلامهم حقبًا طويلة، وأثروا فيها آثارًا كثيرة أثيرة، فإن هذا الدور من أدوارهم يكاد يكون عند أبنائهم مجهولًا، بل إن كثيرًا من ناشئتهم لا يعرفون عنه كثيرًا ولا قليلًا، والحال أنه من أقعس فتوحاتهم مجدًا، وأوعر مغازيهم غورًا ونجدًا، وأدل أعمالهم على ما أوتوه من علو الهمم ومضاء العزائم، وما كان غالبًا على أخلاقهم يومئذ من احتقار الطواح واستصغار العظائم. ولهذا خصصت بهذا الموضوع كتابًا مستقلًا أسميته: الخبيئة المنسية في مقام العرب بجبال الألب والبلاد الإفرنسية، وجعلت هذا الكتاب أشبه بجزء من أجزاء كتابي الذي أنا مباشر تأليفه عن الأندلس باسم: الحلة السندسية في الرحلة الأندلسية، وسيكون فيها أحزر أربعة أو خمسة أجزاء إن لم يكن أكثر.

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9786056974423
  • تأليف:شكيب أرسلان
  • دار النشر:مركز التاريخ العربي للنشر
  • التصنيف:العلوم الاجتماعية والسياسية, التاريخ والجغرافيا
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2025
  • عدد الصفحات:291
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.52
  • لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN)9786056974423
دار النشرمركز التاريخ العربي للنشر
التصنيفالعلوم الاجتماعية والسياسية, التاريخ والجغرافيا
اللغةالعربية
سنة النشر2025
عدد الصفحات291
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.52
لون الطباعةأسود

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع