تلقي فخر الدين الرازي (ت. 606ه) عند المتكلمين في الغرب الإسلامي

لماذا هذا الكتاب؟ لأن الرازي يمثل علامة فارقة في مرحلة تطور علم الكلام في الغرب الإسلامي. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف تفاعل المتكلمين المغاربة مع الإمام الرازي ونهجه الذي عُرف بطريقة المتأخرين. تسعى الدراسة إلى كتابة تاريخ المذهب الأشعري في المغرب، بعد تراكم جهود الباحثين ونشر أعمال المتكلمين المغاربة التي كانت في السابق تعيق الاستفادة منها بسبب حالتها المخطوطة. تُعد هذه الدراسة أيضًا مساهمة في استكشاف التاريخ الفكري المغربي الذي تأثر بشكل كبير بالمذاهب والطرائق المشرقية منذ الفتح الإسلامي. تفاعل المغاربة مع المشارقة ظهر بطرق متنوعة، مثل تحصيل المؤلفات وتدريسها وشرحها أو اختصارها. هذا التفاعل أضفى طابعًا مغربيًا مميزًا على الحركة العلمية في مختلف الفنون. تتناول الدراسة تأثير فخر الدين الرازي على تطور علم الكلام، حيث استفاد من العلوم العقلية كالحكمة والمنطق التي كانت مرفوضة سابقًا لدى أغلب نظار أهل السنة. هذا الانفتاح ساهم في تجاوز بعض الإشكالات الكلامية وتقديم نماذج جديدة من المسائل والاستدلالات، مما ميّز طريقة المتأخرين وأدى إلى انتعاش الاهتمام بمؤلفات الفلاسفة، خاصة أعمال ابن سينا. يزداد الاهتمام بالرازي في الدراسات المعاصرة بالعربية واللغات الأخرى، خصوصًا في إطار دراسة السينوية. إسماعيل أصبان، باحث متخصص في تاريخ الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام، حاصل على الدكتوراه والماجستير في الدراسات الإسلامية من دار الحديث الحسنية بالرباط، وماجستير في العقيدة من كلية أصول الدين بجامعة القرويين بتطوان.