المنظمات الدولية الحكومية

تعد المنظمات الدولية بموجب النظرية الليبرالية أحد أهم مؤشرات التعاون الدولي, ومن أهم هذه المنظمات منظمة الصحة العالمية World Health Organization والتي ظهرت لتنظيم الوضع الصحي الدولي ومواجهة انتشار الأمراض والأوبئة. وقد لاقى عمل هذه المنظمة - مثلها مثل العديد من المنظمات الدولية الحكومية – العديد من العوائق وأهمها مبدأ السيادة وما يتصل به مثل مبدأ الاستقلال, وكذلك مسألة الجزاء في التنظيم الدولي, وأثره في فعالية هذا التنظيم. بعد انتهاء الحرب الباردة أصاب عمل المنظمات الدولية نوع من التراجع, وهذا الأمر ينطبق على منظمة الصحة العالمية, كنتيجة للتغيرات التي حصلت في النظام الدولي مع صعود الولايات المتحدة الأمريكية كطرف دولي مهيمن وتخفيضها للتمويل المخصص للمنظمات الدولية وربط مساهماتها المالية بتنفيذ اشتراطاتها, ولكن من جهة ثانية ازدادت أهمية منظمة الصحة العالمية مع انتشار الأمراض والأوبئة بشكل واسع, يضاف إلى ذلك السياسات الدوائية واستغلال هذا الأمر من الدول المنتجة أو صاحبة براءة الاختراع للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية, كما أن التقارير التي تصدرها منظمة الصحة العالمية أصبح لها أثر كبير على التفاعلات الدولية, فالكثير من التقارير أدت إلى حدوث حالات إرباك على مستوى العالم. وبالتالي حاولت أطراف عديدة تغيير مسار هذه المنظمة أو توظيفها والاستثمار في التقارير التي تصدرها والتحذيرات التي تطلقها على المستوى العالمي, مما طرح تساؤلات مشروعة تراوحت ما بين الخلل الهيكلي وأهمية إصلاحه وصولا لتبني نظريات المؤامرة.