بطيئا, بطيئا.. نحو الهاوية

بطيئاً, بطيئاً.. نحو الهاوية الأستاذ أمين صالح كاتب عربي مرموق متعدد المشارب حصيف الذائقة، وسديد التأليف. فقد اكتفى، على امتداد خمسة عقود بالتمام والكمال بإنتاج خمس مجموعات قصصية فقط ( العناصر، الطرائد، الصيد الملكي الفراشات، وهنا الوردة... هنا نرقص)، غير أنها بالمقابل خلفت صدى واسعا وغائر الأثر سواء في محفل التلقي النموذجي أولدى مدونة النقد الجاد. بل يجوز القول إن هذا المنجز ،النفيس، يُمثل برنامجا تخييليا وسرديا متكاملا، ينطوي في أنسجته، ونواياه، وحدوسه على الكثير من الممكنات التجريبية الافتراضية للفن القصصي في نماذجه العليا المشرقة، على صعيد هدم الحدود الوهمية بين النثري والشعري، وفي ما يخص ابتكار تصميمات حكائية صديقة للسينما، أو بصدد توسيع هوامش الظلال، ودوائر المتاهة، وأطياف الوجود، من أجل ترسيم أمداء أوسع لكل من الحلم والأمل والجسد والعاطفة والكينونة والحياة والزمن والموت بطيئاً بطيئاً يقودنا أمين صالح صوب هاوية الكتابة القصوى، لا معينة الاحداثيات مؤقتة التخوم نحوترحيلات مغامرة، وجغرافيات ارتيابية، منذورة من دون انقطاع للبحث عن لحظة تطهير القلب بالتفرقة بين المطلق والنسبي"، كما يقول أليخاندرو خودوروفسكي في بعض تعاليمه الروحانية.