الأقتراب من العمق

كل الثقافات العالمية يشغلها سؤال :مُلح كيف نفهم الصين؟ هل الصين هي مجرد منتج سلع استهلاكية تغزو بها العالم دون أن يكون لديها منتج حضاري فني وثقافي وفكري؟ وللإجابة عن هذا السؤال ذهب المترجمون والمحللون الثقافيون ونقلوا الكثير من فن وثقافة الصين إلى مواطنيهم، حتى صارت هذه الثقافة إحدى المفردات المهمة في عالم اليوم. هذا الكتاب يحاول من جانبه الإسهام في هذه الإجابة، كما يحاول الاقتراب من عمق وتشعب هذه الروح الصينية التي تحمل في طياتها الكثير من الجمال والدهشة والمغامرة التي تقول بوضوح إن الإنسانية ينقصها الكثير من المتعة ببعدها عن هذا العالم الغني والمتنوع والكتاب أيضا حصيلة خبرة تتجاوز ربع القرن في التفاعل مع الأدب والثقافة، تُوجَتْ بالتفاعل المباشر مع البشر والمكان عبر رحلة امتدت شهرا كاملا، رأيتُ فيها الناس في سعيهم اليومي وتلقيهم للعالم، وجلست إلى المثقفين والكتاب، وبعــض السياسيين، وفي الجميع وجدت روحًا مشتركة تفيض بمحبـة العـالم، وتقديـر القيم الإنسانية العليا هي الثقافة الصينية التي تقترب الآن كثيرا من الثقافة العربية بفضل الجهد العظيم لمؤسسة بيت الحكمة، بقيادة الصديق أحمد السعيد - وهما معا بهذا الاقتراب سوف تشكلان مستقبلا مُشرقًا للعلاقات بين الشعبين والبلدين.