المافيا العالمية والإيطالية

تهدف هذه الأطروحة إلى التعامل مع دراسة المنظمات الإجرامية الرئيسية من نوع المافيا، الإيطالية والأجنبية على حد سواء، في محاولة لتسليط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف الرئيسية بينهما. ففى الفصل الأول نفهم المفهوم المعقد والمفصل للمافيا تماما. كان من الضروري مراعاة النموذجين التفسريين الرئيسيين اللذين درسا ظاهرة المافيا بدءًا من وجهتي نظر مختلفتين. و يعتبر التحليل الثقافي أن ظاهرة المافيا مجرد موقف وليس منظمة رسمية. و يدرس هذا النهج المافيا كحقيقة اجتماعية، باستخدام الأدوات التي تميز العلوم الاجتماعية. ولهذا السبب، تم تحليل المافيا على أنها تنتمي إلى كل من النظم الثقافية والبنية الاجتماعية. ويأخذ النهج الاقتصادي في الاعتبار وجود الجماعات الإجرامية ليحول الانتباه إلى البعد التجاري لظاهرة المافيا، مما يسلط الضوء على المشاركة المتزايدة لعناصر المافيا في الأنشطة الاقتصادية القانونية وغير القانونية. وفي هذا المنعطف ولد مفهوم مافيا الريادة الأعمال، حيث تتم مقارنة المنظمة الإجرامية بشركة، ومع ذلك، بفضل استخدام العنف والترهيب، تمكنت من التملص من قوانين السوق. ويركز الفصل الثاني على دراسة أصول وتاريخ ظاهرة المافيا الصقلية، وتأطيرها تاريخيا في السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نضجت فيه. ويركز هذا الفصل في الواقع على تاريخ عائلة كوزا نوسترا حيث يتم أخذ هذه المنظمة في الاعتبار باستمرار بحكم دورها الرائد في السياق الجنائي ليس فقط على المستوى الوطني ولكن أيضا على المستوى الدولي.