عزيز مصر

عزيز مصر هو محمد علي باشا، هكذا كان يسميه محبيه، أما المشهور عنه حاليا فهو مؤسس مصر الحديثة بلا منازع، كما أطلق عليه جيلبرت سنويه | لقب الفرعون الأخير في كتابه الشهير ، وقد كتب عنه الكثيرون ولم تتوقف الكتابة عنه حتى الآن، عصره ثري بالأحداث المشوقة والمثيرة، وحياته سلسلة من المغامرات والإنجازات والحروب والمكائد والمخاطر وقل ماشئت وصف ما شئت وحلق بخيالك بعيدا كما شئت، وقد لا تستطيع أن تصل إلى تشبيه جدير به، فهو شخصية نادرا ما تتكرر في التاريخ. فهو - عزيز مصر - بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. فامتلكها أرضًا وشعبا وأصبح المالك الوحيد والتاجر الوحيد والصانع الوحيد بها. فقد اعتبرها مشروعه الخاص والمتصرف الوحيد في شئونها. وقد روي عنه إلياس الأيوبي مؤرخ الأسرة العلوية الكثير مما يمكن أن يصل إلى حد الأساطير والخيال، فقال مثلا أنه في صغره رأى في المنام ذات ليلة أنه ظمي ظمأً شديدًا. فشرب كل ماء النيل ولم يرتو، فلما كان الصباح قص منامه علي الشيخ، فقال هذا له: (أبشر يا بني، فإن منامك يعني أنك ستملك وادي النيل بأسره، ولن تكتفي به بل ستسعي لامتلاك أقطار غيره)، كما روي أن أم محمد علي قد رأت في المنام أن ابنها سيصبح له مكانة عظيمة.