المستوطنات البشرية القديمة في سيوة

يهتم هذا المؤلف بدراسة المستعمرات البشرية القديمة التي عرفتها واحة سيوة عبر التاريخ ومثلتا نواتين حضريتين رئيسيتن، وهما مستعمرة أغورمي القديمة ومستعمرة شالي غادي خلف الأسوار وما لحقهما من تطور عند النزول لأسباب سنجملها لاحقا، وذلك لما تمثله من عمارة مميزة تستحق الرصد والتوثيق، فهي من جهة تبدوا نموذجا مثاليا لعمارة الصحراء وما يقدمه معمارها من تكييف مع الطبيعة، ومن جهة أخرى تقدم أحد أشكال تطور القلاع والحصون البربرية الأمازيغية الضاربة في عمق التاريخ والتي تتبع معمارها منه، كما ينبع التميز في عمارة المستعمرات البشرية القديمة في واحة سيوه من تميز مواد بنائها التي جمعت بين عمارة الطين المنتشرة في واحات الصحراء وبين بيوت الملح التي ظهرت في العديد من مدن العالم القديم خاصة في مجاهل القارة الأفريقية، مثل مناجم الملح العريقة في شمال مالي التي كانت مصدرا لمادة الملح الصخري التي انتشرت في عمارة غرب إفريقيا حتى نهاية القرن السابع عشر.