التغريبة التكريتية في حواضر البلاد المصرية

لم يشر التاريخ المدوَن حتى الآن إلى أي جماعة بشرية في حركة التاريخ الإنساني، كانت قد اشتركت في المصائر، والعواطف، والعلائق، والمصالح، وأسس منهج الحياة كالجماعة الحضارية العربية، تلك المجموعة البشرية المتقاربة الأرومة، التي كانت على مر التاريخ الإنساني متداخلة ومتمازجة العلائق فيما بينها. ودعما لهذا، وخدمة لحركة إحياء التراث العربي الإسلامي، التي أسعى دائما لتعزيزها بالأكيد، ورفدها بالجديد، ورغبة مني في الكتابة بتاريخ العلاقات الاجتماعية، ما بين حواضر "مصر" العربية، وبين بلدتي "تكريت" الحاضرة التاريخية، وتعليل أصالة جذور هذه العلاقة، مع إظهار متانتها، وتسليط الأضواء على جوانبها المشرقة. كذلك إبرازا لآثار، وأخبار ذوي الأدوار، من أبناء بلدتي "تكريت"، ممن اختاروا ديار "مصر" منزلا طيبا، وموطنا نهائيا لهم. أضع كتابي هذا الذي أودعت مضمونه محبتي لمصر العروبة والإسلام، التي كنت قد عشت في كنفها مدة ثلاث سنوات بالتمام، ولقد أطلقت عليه تسمية: الإشراقات الحضارية للتغريبة التكريتية في حواضر الديار المصرية، وهو في أخبار وآثار الجالية التكريتية في البلاد المصرية خلال العصور (الوسطى) الإسلامية.