الحياة كما عشتها

"كانت حياتي متعددة الأوجه، صاخبة حينا، وهادئة حينا آخر، اقتربت من الكثيرين وعشت بينهم، إلى أن اخترت أيضا حياة الاستقرار والهدوء بعد أن شعرت بحاجتي إلى التأمل أكثر من الانغماس والتورط. وساعدتني في تحقيق ذلك زوجة أحمل لها كل تقدير وعرفان. في هذا الكتاب لم ألتزم بالسرد التاريخي لقصة حياتي بكل تفاصيلها التي منها ما قد لا يهم أحدا غيري، وآثرت التوقف أمام ما أعتقد أنه ألقى بظلاله بقوة على شخصيتي وكتاباتي ومواقفي في الحياة فيما بعد، وآثرت أن أتوقف أمام الكثير من الشخصيات والمواقف، التي جاء احتكاكي بها على نحو أو آخر، خلال رحلتي في الحياة، لعل القارئ يستخلص مما أرويه هنا، بعض الدروس المفيدة في الحياة. وعلى الرغم من الطابع "الذاتي" الحتمي في مثل هذا النوع من الكتابة، إلا أنني حاولت أيضا أن أستخدم الرواية الذاتية لكي أسلط الضوء على الظرف التاريخي أو السياسي الذي أحاط بكثير من المواقف والأحداث، بحيث يشعر القارئ أيضا بالظرف الموضوعي العام الذي أنتجها. ولم يكن هناك بالتالي مفر من العودة إلى كثير من الأحداث والشخصيات التي عاصرتها، سواء في الداخل، أي في مصر العزيزة، أو في الخارج خلال رحلة الاغتراب والبحث عن معنى لحياتي المستمرة إلى أن يقضي الله قدره المحتوم". أمير العمري