الشوارع حواديت... مع أفلامي

كلمة المؤلف التصوير في شوارع المحروسة خبرة ما بعدها خبرة.. وتجربة مدهشة في الإعاقة.. وكفاح مثمر في النهاية لكسب جولة ما نريدها بالشارع.. حتى أُطلق عليّ لقب "مصور الشوارع". انهالت كل الأفلام الصعبة التي صورتها في الشوارع على رأسي.. ووجد زملائي المخرجين المواضيع القيمّة والجميلة والواقعية التي أثرت أفلام ثمانينات القرن الماضي، حتى إن الناقد والباحث والمخرج التسجيلي الفذ هاشم النحاس، كتب في مجلة "الفن السابع" التي كانت تصدر وقتها: "في وصف ما يمكن أن يُسمى واقعية جديدة.. ابحث عن "سعيد شيمي". لهذه الدرجة أصبحت الأفلام الواقعية مع الزملاء تنتظرني، وكم كانت التجربة مع الكاميرا والحركة والإضاءة والممثلين ممتعة، حتى مع متخصص المشاجرات وخلافه من الأعمال الشاقة التي يقابلها المصور أثناء التصوير مع المخرجين الزملاء الذين اعتمدوا على إن المصور هو الساحر الذي سيحقق لهم المستحيل.. والحمد لله نجحنا، وصنعنا أفلاما نفخر بها وعاشت عابرة للأجيال.. وهذا شيء منحني السكينة والرضا وأنا في خريف العمر. وفي هذا المؤلَف، سأكشف للقارئ فيه عن أشكال الصعاب والمواقف التي واجهتُها خلال التصوير في الشوارع.. منها الخطر جدا، ومنها طلبات صعبة للمخرج الممتلئ بالحماس والحب والابتكار.. ومنها الذي يتطلب تخطيط مسبق لينجح المشهد في الشارع.. أو تصنيع الآلات لوضع الكاميرا في بعض اللقطات الصعبة الموجودة في أحداث الفيلم.