التجنب الخبراتي وسلوك التملق لدى الموظفين في عصر العولمة

الجامعات، كقمة الهرم التعليمي، تولّد ضغوطًا نفسية على موظفيها، الذين غالبًا ما يجدون أنفسهم في صراع بين طموحاتهم وواقعهم. في مواجهة هذه الضغوط، يلجأ البعض إلى التجنب الخبراتي، وهو محاولة للهروب من الأفكار والمشاعر غير المرغوبة. بينما يوفر هذا التجنب راحة قصيرة المدى، فإنه يؤدي إلى تفاقم المشكلات النفسية على المدى الطويل، ويزيد من التوتر، ويؤثر سلبًا على الإدراك والأداء. تشير الأبحاث إلى أن التجنب الخبراتي يرتبط بمشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة، ويعد عامل خطر لتطور العديد من الاضطرابات. في سياق اجتماعي معقد كالذي يمر به العراق من أزمات، تظهر سلوكيات غير مرغوبة كالتملق، نتيجة عجز الأفراد عن إشباع حاجاتهم الأساسية. يؤدي هذا السلوك إلى تراجع القيم الأخلاقية، انتشار الرياء والنفاق، وضعف الأداء المهني، ويسبب إحراجًا للمتملق في بعض الأحيان. الكتاب يسلط الضوء على أن التحديات الحالية، من تفكك أسري وضعف قيم، تزيد من هذه المشكلات السلوكية، ويؤكد على أن التملق يعد مؤشرًا على تراجع الكفاءة وانتهاك قيم الاستحقاق في المؤسسات.