الديكاميرون (الجزء الأول)

" الديكاميرون" مجموعة قصصية من أهم أعمال الكاتب الإيطالي جوفاني بوكاتشو ومعناها العشرة أيام وتحوي مائة قصة يحكيها في عشرة أيام سبع سيدات وثلاثة شبان على خلفية وباء الطاعون الذي عصف بمدينة فلورنسا في العام ١٣٤٨ سنة، وهي عبارة عن " قصص تمزج الواقع بالحلم والتاريخ بالأسطورة، بتلقائية المخيلة الشعبية، إذ تبدو كل قصة أو حكاية مكتفية بذاتها، وتحفل بالطرافة والمفارقة وهي لا تعني الطبقات الأرستقراطية وحدها بل تمتد بلحظة الطاعون التاريخية لتتوجه بخطابها إلى العامة لإنشاء خطاب قصصي خفيف مضاد في تهكمه للواقع، حيث النكبات والآلام، ومراسم الدفن الوباء وصوره الفظيعة". فالرواة العشرة يلتقون في كنيسة سانتا ماريا ويتفقون على الهرب من هلع وباء الطاعون ويذهبون للعيش في قصر فخم في الريف "هم عماد الديكاميرون في قصصه المسلية، حيث الأسطورة أو الحكاية فهل هي لتسلية النساء الحزينات كما يعترف بذلك بوكاتشيوا ويضيف " أنه للنساء الرقيقات القلوب، لذلك يبدأ الحدث بصباح الثلاثاء، حيث يجتمع الرواة، ويستهل بوكاتشيو قصصه المائة بملخص ويغلب على معظمها الانتهاء بالغناء، غنائية تدور حول الجمال والموت والحب والكابة". وقد كانت هذه المجموعة على رأس تلك الأعمال الخالدة التي ألهمت وألهبت خيال المخرجين السينمائيين قديما وحديثا، بذلك العمل الإبداعي الخالد الذي يحمل عنوان "الديكاميرون أو الأيام العشر" للأديب الإيطالي الشهير جيوفاني بوكاتشو (۱۳۱۳ - ۱۳۷۵)، ومن بين من قاموا بتقديم الديكاميرون في تاريخ السينما الإيطالية على وجه التحديد، عظماء بحق في مجال الإخراج السينمائي مثل "فيتوريو دي سيكا"، وفيدريكو فيلليني، وماريو مونتشيلي، ولوكينو فيسكونتي وصورت في عام ١٩٦٢ ، في فيلم حمل عنوان "بوكاتشو ٧٠، وبعد ذلك قدم اسم لا يقل أهمية عن تلك الأسماء في تاريخ السينما الإيطالي، وهو بييرو باولو بازوليني نسخته الخاصة في عام ١٩٧١ والتي حملت عنوان "الديكاميرون"، ومؤخرا، تحديدًا في صيف عام ٢٠١٥ ، عاد الأخوان باولو وفيتوريو تافاياني، وهم من أهم الأسماء المعاصرة في تاريخ الإخراج السينمائي الإيطالي والعالمي، لتقديم الديكاميرون، وذلك في فيلمهما الأخير المتميز الذي حمل عنوان "بوكاتشو الرائع".