الاقتصاد والنظام العالمي بعد جائحة كوفيد

لقد غير فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) العالم الذي نعرفه في ستة أشهر فقط: فمن ناحية, غير أسلوب الحياة، ولا يزال يوجه ضربات هائلة للاقتصاد العالمي، وقد أدى تأثيره على الصناعات إلى إغراق الاقتصاد العالمي في أزمة قد تؤدي إلى ركود طويل الأجل. وأثرت هذه الأزمة على القطاع المالي، فأدمج أسواق الأسهم في مختلف البلدان، وتسبب في انخفاض أسعار النفط والذهب وواصلت المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية خفض توقعاتها الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، أدى التطور المستمر للوباء إلى تغيير ملامح السياسة العالمية إلى حد كبير، وتفاقمت التناقضات في حقبة ما قبل الوباء، حيث صعود النزعة الحمائية، والافتقار إلى دراسة الوضع العالمي بوضوح. وأصبحت اللعبة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة أكثر حدة، وازدادت النزاعات في المناطق الساخنة بدلاً من أن تتراجع، وتشابكت القضايا الأمنية التقليدية والقضايا الأمنية غير التقليدية، مما وضع البشرية جمعاء في اختبار قاس أشد من ذي قبل. وبشكل عام، أصبحت حاجة المجتمع الدولي لإصلاح الحوكمة العالمية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.