البنية الشعرية عند أحمد الشهاوي

هذه محاولة جادة في الدرس النقدي للباحثة براءة سلامة الحاج أحمد)، فيها ممارسة منهج علمي قويم لدواوين الشاعر المصري المعروف (أحمد الشهاوي)، حتى نحوز، ويحوز القارئ معنا، مقاربةً تسعى للكشف عن وجوه الشعريّة وتجلياتها في اللغة الشعرية والأسلوب والصورة والإيقاع والموسيقى والبحث عن أصول ومرجعيات فسيفساء القصيدة الكلاسيكية والحديثة معًا فى أخاديد القصيدة الشهاوية المتفردة، عبر التناص مستندةً إلى مفاهيم ومقولات لا تلتفتُ لخارج سياق الشّعر، أو بنياته وقوانينه الداخلية في القصيد. لقد توفر هذه الدراسة تخطيط سليم بإجراءاتٍ علميّة لاكتشاف الحقول الدلالية وثيماتها الكبرى، وكان من الضروري البدء بفهم طبيعة المفردات، أو المعجم، وحصرها وتصنيفها في سياقاتها المختلفة الإفراديّة والتركيبية المتصلة بوشائج دقيقة خفيّة أحيانًا بالتراث والحضارة العربية، كما تجلى ذلك في حقول المرأة والطبيعة والتصوف والعشق الإلهي والرموز الصوفية المستغلقة والترميز والأسطرة بوجه عام، وهي تقنيات شعرية حققت درجةً عالية من الجمال الشعري للقصيدة التي أفسحت لصاحبها منزلةً مرموقةً بين الشعراء العرب المعاصرين. وأعتقدُ أنّه يجب علينا تأويل بعض إشارات تأليف هذا الكتاب أو نشره، في هذه الآونة، لتكون بمثابة دعوة أو شكوى صريحة للباحثين والنقاد والمهتمين بالثقافة الأدبية لإعادة النظر في أعمال الشاعر لاستكمال الدّرس النقدي ومتابعة الإبداع الجديد والقديم له وهو ما يرفدُ الفكر والثقافة العربية بالمزيد من التفسير والتأويل هويّتنا ولذاتنا القوميّة المكلومة في خِضَم مواجهة إشكالاتٍ ومعضلاتٍ كبرى تعاني منها ثقافتُنا؛ لنخرج من أزماتنا الوجوديّة في هذا القرن المتوحش بأقل الخسائر. أ.د. أحمد جبر شعث أستاذ النقد الأدبي، غزة، فلسطين