المقولات العشر بين البحثين المنطقي والميتافيزيقي

المقولات العشر هي: الجوهر, والكم والكيف، والإضافة، والأين، والمتى، والملكة والوضع، والفعل، والانفعال - وهي أعم أجناس الوجود وفقا للقائلين بهذه النظرية التي يرجع تاريخها الأول إلى الفكر اليوناني، ثم انتقلت إلى البيئة الفكرية الإسلامية مع ترجمة العلوم إلى العربية، ولقيت من الفلاسفة والمناطقة المسلمين اهتماما واضحا، غير أنها لقيت أيضًا معارضة لبعض جوانبها عند كثير منهم. وجاءت ناقصة في بيان مفاهيمها وإيضاح خصائص كل مقولة منها؛ لذا بذل الإسلاميون جهودا مهمة لمعالجة إشكالاتها. وهذا الكتاب سعى إلى بيان هذه الجهود العلمية المهمة شارحًا الرحلة التي قطعتها "المقولات" في السياق الثقافي اليوناني أولا خاصة لدى أرسطو الذي طال كلامه عنها في كتبه "ما بعد الطبيعة"، و"الطبيعة"، و"المقولات" الذي شككت هذه الدراسة في نسبته إلى أرسطو بأدلة لها وزنها العلمي، وإن لم تكن أفكار الكتاب بعيدة - في مجملها - عما تناوله أرسطو من أمور "المقولات" في كتبه الأخرى. ثم وصف الكتاب الجانب الآخر من رحلة "المقولات"، وهو رحلتها في نطاق الفكر الفلسفي الإسلامي فقد بدأت معرفة المسلمين بها بصورة مسجلة في كتاب خلال الملخص الذي قدمه ابن المقفع في النصف الأول من القرن الثاني الهجري - لبعض كتب أرسطو المنطقية، واستمرت رحلتها معهم إلى الآن، وتسربت - بمصطلحاتها الأساسية خلال هذه الرحلة الطويلة إلى الفكر الكلامي، حيث كانت لها تطبيقات عديدة خاصة في مسائل الإلهيات.