فلسفة الكتابة للمستقبل

عالمنا المعاصر، تقف الإنسانية على أعتاب تحول جذري تمثل الثورة الصناعية الخامسة جوهره. هذه الثورة لا تُعنى فقط بتطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بل تمتد لتعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة وبين الثقافة والتقنية، وبين الماضي والمستقبل. في هذا السياق المتغير، تبرز "الكتابة للمستقبل" بوصفها منهجًا فكريًا وأدبيًا يسعى لاستشراف الغد عبر مزج الإبداع الأدبي مع التقنيات الحديثة؛ ليكون أداة حيوية في فهم وتوجيه التطورات المستقبلية. يهدف هذا الكتاب إلى استكشاف مختلف الأبعاد الفلسفية والاجتماعية والأدبية لهذا المنهج من خلال تحليل معمَّق لمفهوم الكتابة للمستقبل وربطه بتطورات العمارة المستقبلية، وأيضًا بظهور نظريات جديدة، مثل: " أنسنة الآلة وأتمتة الإنسان"، ويقدم رؤية شاملة تتراوح بين التطبيقات العملية والنظرية، وبين العلاقة بين الأدب والتقنية وبين الفن والعلوم الإنسانية، وكيف يمكن أن تكون "الكتابة للمستقبل" أداة للتجديد والإبداع في ظل الثورة الصناعية الخامسة، بما يخدم الفرد والمجتمع على حد سواء، ويحافظ على الهويَّة الثقافية في عصر التكنولوجيا المتقدمة.