آدم وحواء يعودان الى الجنة

لا شك ان الشيطان اصبح يعلن عن ذاته في هذا الزمان اكثر من اي زمان اخر ، ومرد ذلك طبعا ان الناس صاروا يحبون حضوره اكثر ويتحمسون لرؤيته كل التحمس ، في رواية ادم وحواء يعودان الى الجنة - يكتشف القارئ في جميع فصولها ، كيف ان الانسان يمجد الشيطان ويتنازل له عن سلطانه ، وكيف نجح هذا الاخير في ان يفرض نفسه كسيد لزمانه من خلال تجلياته المختلفة ، حيث بخطة محكمة نجح في تحريك كوامن كبرياء الناس وجعل الكل يستغل رحمة الله لمجده ، ونتيجة لذلك طرد الانسان من نعمة الله ، من جنته وقذف به الى التيه ، الى الزورق حيث يظن ان الخروج منه يعني الفرق ، الفرق في التأمل والتفكير ، الفرق في ادراك الحقيقة ، الفرق في رحلة تطهير النفس وايجاد الذات ، لكن الله يدعونا للحروج من هذا الزورق ويعدنا بان ينتشلنا من الفرق . هو فقط لا يريد ان تقبع داخل هذا الزورق حيث الاباحة وكرة القدم والتفاهة بكل انواعها وحيث يتمجد الشيطان في ابهى تجلياته. في رمزية لله والانسان والشيطان تطوّرت احداث الرواية بشخصياتها الرئيسية الثلاث ، كورنيو وستيفن وماتياس ، حيث ان الشرير ماتياس كان قد اغرق الناس في التفاهة والاباحية معززا بذلك قوة اعدائهم الللذين كانوا يضطهدونهم ويسلبون منهم بيوتهم واراضيهم ، حتى لم يجد هؤلاء الناس الا البحر ليسكنوا فيه ، وبالمقابل كان ستيفن يطمح لان يصبح رئيسا بتحريض من ماتياس طبعا ، ظنا منه انه يقدر ان ينقذ امته من اعدائها ، لكن كورنيو رفض ذلك ، اذ ادرك ان الامة ميتة وهي بحاجة الى من يحييها لا الى من ينقذها ، ولن تحيا الا بنعمة الله ، هذه النعمة التي لم تعد تتدفق الى حياة الناس الفارقيين في التفاهة .. تعالج الرواية مفهومي الحرية والعبودية ومفهومي الصواب والخطأ ، كما تشتمل نقدا للمجتمع وتصرفات البشر