ديوان أبي الطيب المتنبي

كثيرة هي تحقیقات ديوان المتنبي، لكن عبد الوهاب عزام الأديب المترجم، الذي جيدًا لغة الشعر وطرائق التعبير بها، بذل جهدًا دقيقًا ورصينًا في إخراج ديوان المتنبي على النحو الجدير بعمل علمي موثق، يساعد القارئ على تلقيه وفهمه ومعايشته فالمتنبي أكثر شعراء العربية أهمية وانتشارًا بشعره الذي يجمع بين الجمال والحكمة والعمق، لينطق بالهوية العربية عبر العصور. وقد أدرك المتنبي حقيقة إبداعه، حين أعلن أن الخلق ستسهر مع قصائده حائرة في معانيه ومستمتعة ومتطلعة إلى شخصيته في شعره، وما زال اهتمام الناس به وسيظل، بل إننا نقول أحيانًا بعض الأمثال المأخوذة من أشعاره دون أن نعرف أنها لهذا الرجل الذي يستصغر الأمور العظيمة ساعيًا نحو الأفضل وكأنه ينطلق من فلسفة القوة التي ظهرت بعده بقرون. ولا شك أن المتنبي يشغل موقعًا في رياض الشعر العالمي بجوار أبي العلاء وشكسبير وجوته وطاغور وإقبال ولوركا.