إضاءات في تطوير الذات

إضاءات في تطوير الذات

57.18 قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ, فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ, أوْ يُمَجِّسَانِهِ...)البخاري هذا دليل أن الإنسان يتشكل ويتوجه في معتقده من خلال أبويه , ثم الأقرب فالأقرب له معاشرة ومخالطه , وعليه فإنه يتشكل في سلوكه أيضاً من خلال بيئته ومجتمعه ( أهله ومحيطه ) وهذه السلوكيات تكون مستقيمة في جوانب , ومنحرفة في جوانب أخرى , ويبقى للإنسان القدرة على تغييرها إذا أدرك ما يُراد تغييره , وملك العزيمة على ذلك . ونحن في الحقيقة لا نفتقر إلى معرفة السلوكيات الكاملة ! كما يفتقر لها الغرب , ولعل هذا من أسباب حرصهم على علم تطوير الذات بجميع أقسامه وفروعه , والتي هي في نفس الوقت تجعل المسلمين من أزهد الناس فيها إذ الإنسان بطبعه يقلل من قيمة ما يملك في يده وينظر لما في يد غيره ! وإن كان ما يملك أفضل وأجود مما يملك الآخرون ! فالغرب يستخلصون هذا العلم بقواعده وضوابطه من خلال الاستقراء , والبحث , والتحري في سلوكيات مئات البشر الذين هم في الحقيقة شواذ في معتقداتهم ! وربما في أفكارهم , وبالتالي فقد يخطئون في سلوكياتهم ونظرياتهم ! أما في الإسلام المصان ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ9﴾ فيتمثل ذلك كله ( علم تطوير الذات ) في شخص الرسول عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته ! الإنسان الذي أسر العالم بحلمه , وجذب القلوب بلطفه , واستمال الأرواح برفقه , وجعله الله القدوة , والنبراس للعالمين ﴿لَّقَدۡكَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ ليس له بين العظماء مثيل , فقد أثنى الله تعالى عليه بقوله : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ4﴾ فهو مثلنا الأعلى في أفعاله , وأقواله , وصفاته , فقد زكاه الله في عقله فقال : ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ2﴾ وزكاه في بصره فقال : ﴿مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ17﴾ وزكاه في لسانه فقال : ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ3﴾ وزكاه في فؤاده فقال : ﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ11﴾ وزكاه في صدره فقال : ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ1﴾ وزكاه في علمه فقال : ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ5﴾ وزكاه كله فقال : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ4﴾ لقد أتم الله التكريم للنبي صلى الله عليه وسلم في خَلقه وفي خُلقه , وجعل الله سبحانه وتعالى من كرمه وجوده التمثل به عليه الصلاة والسلام أجرا ومثوبة في الآخرة ورفعة ورقيا في الدنيا . وهذا الجمع لتلك العبارات , والجُمل ! منتقاة من بين عشرات ألآلاف من عبارات تطوير الذات , أردت بها أن أفيد نفسي أولاً , ثم تكون نبراسا لمن قرأها , وتأملها ! المزيد من التفاصيل
نبذه عن الكتاب

قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ, فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ, أوْ يُمَجِّسَانِهِ...)البخاري هذا دليل أن الإنسان يتشكل ويتوجه في معتقده من خلال أبويه , ثم الأقرب فالأقرب له معاشرة ومخالطه , وعليه فإنه يتشكل في سلوكه أيضاً من خلال بيئته ومجتمعه ( أهله ومحيطه ) وهذه السلوكيات تكون مستقيمة في جوانب , ومنحرفة في جوانب أخرى , ويبقى للإنسان القدرة على تغييرها إذا أدرك ما يُراد تغييره , وملك العزيمة على ذلك . ونحن في الحقيقة لا نفتقر إلى معرفة السلوكيات الكاملة ! كما يفتقر لها الغرب , ولعل هذا من أسباب حرصهم على علم تطوير الذات بجميع أقسامه وفروعه , والتي هي في نفس الوقت تجعل المسلمين من أزهد الناس فيها إذ الإنسان بطبعه يقلل من قيمة ما يملك في يده وينظر لما في يد غيره ! وإن كان ما يملك أفضل وأجود مما يملك الآخرون ! فالغرب يستخلصون هذا العلم بقواعده وضوابطه من خلال الاستقراء , والبحث , والتحري في سلوكيات مئات البشر الذين هم في الحقيقة شواذ في معتقداتهم ! وربما في أفكارهم , وبالتالي فقد يخطئون في سلوكياتهم ونظرياتهم ! أما في الإسلام المصان ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ9﴾ فيتمثل ذلك كله ( علم تطوير الذات ) في شخص الرسول عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته ! الإنسان الذي أسر العالم بحلمه , وجذب القلوب بلطفه , واستمال الأرواح برفقه , وجعله الله القدوة , والنبراس للعالمين ﴿لَّقَدۡكَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ ليس له بين العظماء مثيل , فقد أثنى الله تعالى عليه بقوله : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ4﴾ فهو مثلنا الأعلى في أفعاله , وأقواله , وصفاته , فقد زكاه الله في عقله فقال : ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ2﴾ وزكاه في بصره فقال : ﴿مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ17﴾ وزكاه في لسانه فقال : ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ3﴾ وزكاه في فؤاده فقال : ﴿مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ11﴾ وزكاه في صدره فقال : ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ1﴾ وزكاه في علمه فقال : ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ5﴾ وزكاه كله فقال : ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ4﴾ لقد أتم الله التكريم للنبي صلى الله عليه وسلم في خَلقه وفي خُلقه , وجعل الله سبحانه وتعالى من كرمه وجوده التمثل به عليه الصلاة والسلام أجرا ومثوبة في الآخرة ورفعة ورقيا في الدنيا . وهذا الجمع لتلك العبارات , والجُمل ! منتقاة من بين عشرات ألآلاف من عبارات تطوير الذات , أردت بها أن أفيد نفسي أولاً , ثم تكون نبراسا لمن قرأها , وتأملها !

تفاصيل الكتاب
  • ردمك (ISBN):9786030357789
  • تأليف:محمد آل مسلط
  • التصنيف:تطوير الذات
  • اللغة:العربية
  • سنة النشر:2020
  • عدد الصفحات:499
  • الغلاف:تغليف ورقي
  • الوزن (كجم):0.92
  • لون الطباعة:أسود
ردمك (ISBN)9786030357789
التصنيفتطوير الذات
اللغةالعربية
سنة النشر2020
عدد الصفحات499
الغلافتغليف ورقي
الوزن (كجم)0.92
لون الطباعةأسود

كتب ذات صلة

كتب لنفس البائع