زنبقة

كانت العربة، أو كما نحب أن نجمّل تسميتها، تصعدُ وتهبط كما لو أنَّها تبحرُ فوقَ أمواجٍ متلاطمةٍ. ومع كلِّ بركةِ ماءٍ في الطريق، كنا نسارعُ إلى تغطيةِ وجوهنا، مُستعدين لمواجهةِ رذاذِ المياه العادمةِ التي باتت جزءًا لا يتجزأ من رحلتنا اليومية والذي سنستحم به حتمًا لا محالة، وما أن نتجاوز تلك العقبة، حتى تأتي سيارة فارهة مسرعة، يقودها أحد أصحاب الرفاهية غير المكترثين. تمر بجانبنا دون أدنى اعتبار لعشرات السيقان المتعلقين بيأس على أطراف العربة، التي يجرها حمار أنهكه الطريق وطول المسافة، ناهيك عن الضرب المستمر. وفي لحظةٍ خاطفة، تأخذ تلك السيارة معها قدمي، لتبدأ معها فصول جديدة من الألم، ترويها الضمادات وجرعات الصبر