ما تبقى من ليلى

ما تبقى من ليلى في تلك الليلة, كان الظلام أشبه بمحيط غارق في السكون, لا يعكره سوى صوت الريح وهي تعوي بين الأشجار كأنها تُحذر من كارثة وشيكة... لم يكن هناك شيء عادي في ذلك الليل حتى الهواء بدا مشبعًا بشيء لم أستطع تفسيره, مزيج من الخوف والغدر. في الداخل, كنت أجلس على الأرض, أراقب أمي وهي تحرك يدها فوق النار, تقلب خبزًا بسيطًا سيصبح عشاءنا الوحيد فمنذ بداية الحرب لم نأكل غيره, كانت الحجرة ضيقة, والجدران محطمة، لكنها كانت مأوى جيد، فهذا آخر ما تبقى لنا. ستمر هذه الأيام، قالت أمي بصوتها الدافئ، الذي كان أشبه بوسادة صغيرة ألقي رأسي عليها كلما اشتدت العاصفة في الخارج. ابتسمت. لكنني شعرت بشيء خلف كلماتها.. كان هناك خوف لم تخفه ابتسامتها مطلقاً.. أبي كان يجلس بالقرب من الباب.. بندقيته بين يديه.. كان دائمًا هناك عينه على الأفق كأنها تنتظر شيئا.. فعندما كنت صغيرة كنت أعتقد أنه يحرسنا من المفترسات واللصوص.. لكن الآن.. وأنا أكبر قليلا أدركت أن ما يخشاه أكبر