أصول تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد

التفسير العقلي يعتمد على الفهم العميق والإدراك المركز لمعاني الألفاظ القرآنية, بعد إدراك العبارات القرآنية التي تنظم في سلكها تلك الألفاظ الكريمة, وفهم دلالاتها فهماً دقيقاً, وهذا القسم من التفسير يقوم على الاجتهاد في فهم النصوص القرآنية، وإدراك مقاصدها ومعرفة مدلولها، من طريق معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول وأساليبهم في التعبير، ومعرفة دلالة الألفاظ ووجوهها، وآلة هذا النوع من التفسير " علوم الاستنباط وأصول التشريع.المفسر حين يفسر القرآن الكريم لا يخلو تفسيره إما يكون اعتمادا على النقل أي تفسيرا منقولا بالرواية؛ بحيث يعرض ما يتناقله مفسر عن آخر، أو يكون تفسيرا بالعقل والدراية وإعمال الرأي والاجتهاد في فهم واستنباط المعاني والاستدلال بها على أمر معين معتمدا في ذلك على أصل من أصول التفسير أو قاعدة من قواعده، أو يفسره بنقل اجتهاد مفسر سبقه، أو باجتهاد في نقل، فبذلك تكون القسمة ثلاثية من حيث الفصل المنهجي وإلا فكل هذه الأقسام متداخلة في العملية التفسيرية والتمييز بينها إنما هو لأمر منهجي لا غير، وعلة ذلك أننا في ثقافتنا الإسلامية يسير العقل والنقل جنبا إلى جنب بحيث لا يستغني أحدهما عن الآخر.