رسائل من العالم الآخر

في ظلام دامس إلا من شعاع ضوء خافت قادم من ردهة المنزل إلى الغرفة المظلمة، نرى من خلاله بصعوبة جسد آدم المسجى على فراشه نائمًا، وهناك حركة خفيفة تحدث لجسده بالإضافة لحركة لبؤبؤ عينيه المغمضتين، يبدو وكأنه يرى شيئًا يخيفه أو يزعجه. وأثناء ذلك كان آدم يشعر وكأنه ما بين النوم واليقظة، كان يمشي في مكان غريب عليه بداخل مصر، ولكن بمظهر مختلف عن الآن، وكأنها من منظور فيلم تاريخي عن القاهرة العظيمة، ظل يبحث حوله في هذا المكان الغريب ولكن بلا فائدة، حتى رأى بصيص نور يصدر من مكان ما من بعيد فبدأ بالإسراع في الذهاب إليه فوجده غرفة مفتوح بابها وبداخلها رجل في العقد الرابع من عمره بهي الطلعة، واضح عليه الهيبة والسلطة، ولكن ملابسه من وجهة نظر آدم كانت غريبة فتلك الملابس لا تمت للقاهرة التي يعرفها آدم بصلة، إنها ملابس عصر المماليك، حتى تصميم المكان يوحي بذلك فدراسة وعمل آدم تُسهّل عليه التعرف على تلك المظاهر، وفجأة نظر ذلك الرجل الغريب إلى آدم والتقَتْ أعينهما فارتعد آدم ورجع بجسده للوراء مختبئًا من ذلك الرجل ، ولكنه تفاجأ بأن ذلك الرجل ينادي عليه باسمه ويقول: آدم.