النحو بشواهده القرآنية

النحوُ فى الكلام كالمِلح فى الطعام". هذه عبارةٌ مُوحية تنمُّ عن أهمية النحو بالنسبة لفروع العلوم العربية الأخرى. فالنحو كالقائد العام لهذه الفروع؛ لأنه هو الذ ي يضبطها ويحافظُ على سلامتها. وإنَّ كثيرا من الآيات القرآنية تشيرُ بوضوح إلى المنزلة السامية للغة العربية. فالله هو القائل: (كتابٌ فُصِّلت آياتُه قرآنًا عربيًا لقومٍ يَعلمون) 3 فصِّلت. ويقول سبحانه في آيةٍ أخرى: (قرآنًا عربيًا غيرَ ذي عِوَجٍ لعلَّهم يَتَّقون) 28 الزمر. وهذه دعوةٌ واضحة للتمُّسك باللغة العربية وإعلاء قدرها, لاسيَّما وقد طغت العاميةُ وانتشرت اللغاتُ الأجنبية, فاعْوَجَّ اللسان, بعكس ما قاله كثيرون من ضرورة تثمين قدرِ لغة القرآن, والنحو العربي الذي يعتبرونه من أَجَلِّ العلوم, إن الهدفَ من هذا الكتاب أمران: أولهما إيضاحُ القواعد النحوية وتبسيطها لأقصى درجة حتى تكون في متناول الغالبية, ومن ثم تمَّ تجاهلُ كل ما يضيِّع التركيز أو يشتت الذهن. ويأتي ضمن هذا الكشفُ عن بعض "الأخطاء" النحوية الشائعة، وكذا إيضاح بعض مواضعِ الإعراب "المُلتبسة" في بعض الآيات. والهدفُ الثاني هو ربطُ قواعد النحو بالقرآن الكريم، مما يدعمُ من فهم الآيات، بل وقد يؤدي إلى حفظها وتلاوتها بوعي وثقة وإدراك للمقاصد القرآنية التي قد تكون القاعدة النحوية سبيلا إليها.