ويموت فينا الإنسان

في عالمٍ يركض بلا هوادة نحو التقدم المادي، تزداد المسافات بيننا. تتوارى بين أصوات الأجهزة وصخب التكنولوجيا تلك اللحظات التي نلتقي فيها مع أنفسنا. هناك شيء ما يُنهَك بصمت، يتآكل ببطء، يذبل خلف جدران القلب، يختنق بين زحام الحياة، وينطفئ، ولا أحد يلتفت إليه. كل يوم .. تتلاشى إنسانيتنا شيئًا فشيئًا لا بيد أعدائها، بل بيد الانسان نفسه… تتبدد القيم، وتغيب المبادئ التي كانت تنسج تفاصيل الحياة بحب ورقة. تصبح العلاقات صفقة، والابتسامة مجرد بروتوكول اجتماعي بارد. في هذا الكتاب، سنخوض سوياً رحلة صامتة داخل أنفسنا نبحث فيها عن ذلك الإنسان المفقود، عن القلب الذي جف من العطش وعن روحٍ أرهقها التكيف مع عالم لا يرحم. لن أعدك بالمستحيل لكننا سنحاول معاً أن نضيء شمعة صغيرة في الظلام، لنذكّر أنفسنا بأن الإنسان ما زال هنا… ينتظر فقط من يوقظه.