القائد السياسي

إن القيادة السياسية في الخليج العربي قد جاءت بنسق جديد لا يشبه الأنساق العربية الأخرى, سواء منها التقليدية (الملكية) أو المستحدثة (الجمهوريات بأنواعها), وكأننا نستذكر المقولة الشهيرة للأديب ابن المقفع عندما اعتبر أنه من فضائل العرب (أنهم حكموا على غير مثال مثل لهم... وها هو التاريخ يعيد نفسه, فقد أعادت النخب السياسية في دول الخليج العربي خلق أنماط سياسية جديدة ومن ضمنها أنماط القيادة السياسية, لقد استفادت الأنماط السياسية الجديدة من الواقع الاجتماعي الموجود في دول الخليج العربي وبدلا من جعل التقسيم القبلي والعشائري الموجود عامل ضعف وانقسام في بناء الدولة تم هندسته بطريقة جعلته يصب في مسيرة بناء الدولة, ومن جانب آخر الاستفادة المثلى من الثروات الطبيعية وتوظيفها في مسيرة تنمية متوازنة يعم خيرها الجميع بدلا من الاقتتال والتنازع عليها, وهذا الأمر لم يكن ممكن التحقق لولا الحنكة السياسية الكبيرة للقيادات الخليجية وعلى رأسها في دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم, وقد ورث الجيل اللاحق من القادة السياسيين في دولة الإمارات هذه الحنكة مع المزيد من الاهتمام بتحديث مختلف أوجه العمل السياسي والاقتصادي في البلاد لدرجة أصبح نموذج القيادة السياسية في دول الخليج والإمارات بشكل خاص ظاهرة فريدة تستوجب دراسته